العنف والإرهاب في العقيدة العسكرية "الإسرائيلية"
اللواء الركن ياسين سويد
(لحلقة الثانية)
مقدمة
تناول اللواء الركن المتقاعد، الدكتور ياسين سويد في الحلقة الأولى، الطبيعة العدوانية في العقيدة العسكرية "الإسرائيلية"، والتي يتم ترجمتها مبدئيا في تفاصيل الإعتداءات بحق العرب الفلسطينيين واللبنانيين في هذه الآونة، وهي التفاصيل العدوانية ذاتها التي طاولت المصريين والأردنيين والسوريين وغيرهم.
ويعتبر الدكتور سويد، أن الجذور العدوانية للعقيدة العسكرية "الإسرائيلية" مستمدة من الكتب المقدسة عندهم، خصوصا التوراة والشروحات على التوراة المعروفة باسم التلمود.
في هذه الحلقة، يتابع الباحث، غوصه في تحليل العقيدة العسكرية "الإسرائيلية"، ويتناول فيها، العنف والإرهاب، وهما سمتان لازمتا دولة "إسرائيل" منذ قيامها في العام 1948، عن طريق تهجير الفلسطينيين وشن الحروب المتعاقبة على لبنان ومع سوريا والأردن.
تميزت الروايات الواردة في العهد القديم، عن حروب بني "إسرائيل" ضد غيرهم من الشعوب، بالعنف المطلق الذي يحمل، دون أدنى مبالغة، كل معاني الإرهاب الحقيقي، فمن قتل النساء والأطفال والرجال المسنين، وتسخير من يمكن أن يبقى منهم على قيد الحياة، إلى تدمير المدن والبلدان والقرى وإحراقها، وإحراق الأشجار والمزروعات، وسبي المتاع والحيوانات والبهائم. كل هذه أمور يرويها العهد القديم في نصوصه المتعلقة بحرب بني "إسرائيل" ضد غيرهم من الشعوب.
ففي حرب موسى ضد المدينيين. هاجم بنو "إسرائيل" المدينيين باثني عشر ألف مقاتل، ألفا من كل سبط الاثني عشر، فهزموهم "وقتلوا كل ذكر، وقتلوا أيضا... ملوك مدين وهم خمسة" كما سبوا "نساء مدين وأطفالهم، وغنموا جميع بهائمهم ومواشيهم وأموالهم، واحرقوا بالنار جميع مدنهم مع مساكنهم ومخيماتهم" (1) .
وكان الرب قد كلم موسى، قبل ذلك، قائلا : "انتقم إنتقام بني "إسرائيل" من المدينيين" فقال موسى لقومه: "ليجهز بعضكم أنفسهم للقتال، وليخرجوا على مدين ليحلوا بها إنتقام الرب" (2) ، فكان القضاء على مدين وأهلها وملوكها، وسبي أموالها، هو الإنتقام الذي يريده رب موسى ورب بني "إسرائيل" إذن، وهو نوع من الإنتقام اختص رب موسى به بني "إسرائيل" وكلفهم تنفيذه بأعدائهم، بدليل انه قال لموسى: "انتقم إنتقام بني "إسرائيل"" أي الإنتقام الذي خص الله به هؤلاء القوم، وهو إنتقام بالغ الهمجية كما يبدو من الفعل ذاته.
وفي حرب يشوع ضد أهل "العي"، اقدم بنو "إسرائيل"، بعد إنتصارهم، على دخول مدينة "العي" وقتل جميع سكانها "بحد السيف"، فكان جميع الذين سقطوا، في ذلك اليوم، رجالا ونساء "اثني عشر ألفا، جميع أهل العي". وسلب بنو "إسرائيل" ما في المدينة من بهائم وغنائم لأنفسهم "على حسب أمر الرب الذي أمر به يشوع" ثم "احرق يشوع العي وجعلها ركاما للأبد"، أما ملك "العي" فقد علقه يشوع "على شجرة حتى المساء" ثم "أمر يشوع فانزلوا جثته (الملك) عن الشجرة وألقوها عن مدخل المدينة"، وأقام على الجثة "كومة كبيرة من الحجارة". (3)
وفي حرب يشوع ضد الاموريين، في جبعون، هزم يشوع ملوك الاموريين وأسرهم، وكانوا خمسة (ملوك أورشليم وحبرون ويرموت ولاكيش وعجلون) (4) ، فأمر يشوع قواده أن يطأوا، بأرجلهم، أعناق هؤلاء الملوك "فتقدموا فوضعوا أقدامهم على رقابهم" (5) (ويستعيد جندي "إسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فعلة يشوع هذه، فيقف متباهيا امام الصحافيين يصورونه وهو يدوس بقدمه على عنق مواطن فلسطيني). ثم قتل يشوع، بعد ذلك، الملوك الخمسة الأسرى "وعلقهم على خمس أشجار، فلبثوا معلقين على الأشجار إلى المساء" (6) ، ثم اجتاح يشوع، بعد ذلك، بلاد الاموريين من "مقيدة" إلى "لبنة" فلاكيش فـ"عجلون" فـ"حبرون" وأخيرا "دبير"، فاستسلمت كل هذه البلاد له (7) .
ويروي العهد القديم الطريقة التي تعامل بها يشوع مع هذه البلدان "بحد السيف، وحرموا (قتلوا) كل نفس فيها، ولم يبق باقيا... بل حرم (قتل) كل نسمة كما أمر الرب اله "إسرائيل" " (8) . ثم يذكر أن يشوع فعل بملك مقيدة ولبنة ولاكيش وعجلون وحبرون ودبير الشيء نفسه الذي فعله بملك أريحا، (9) وكان يشوع قد أباح أريحا لبني "إسرائيل"، بعد أن احتلها، (تماما كما أبيحت دير ياسين لليهود عام 1948)، "فاستولوا على المدينة، وحرموا كل ما في المدينة من الرجل وحتى المرأة، ومن الشاب وحتى الشيخ، حتى البقر والغنم والحجر، فقتلوهم بحد السيف " (10) أما ملكها ففعل به الشيء نفسه الذي كان يفعله بملك كل مدينة يحتلها، أي انه قتله وعلقه على خشبة من الصباح إلى المساء بعد "دبير"، تابع يشوع إجتياحه لبلاد الاموريين، وضرب "المنطقة كلها: الجبل والنقب والسهل والسفوح، وجميع ملوكها.. من قادش برنيع إلى غزة، مع كل أرض جوشن إلى جبعون، واستولى يشوع على جميع أولئك الملوك أرضهم دفعة واحدة، لان الرب، اله "إسرائيل"، كان يحارب عن "إسرائيل" " (11) .
وتجمع ملوك من الكنعانيين والاموريين والحثيين والفرزيين واليبوسيين والحويين، (وهم ملوك حاصور ومادون وشمرون واكشاف وغيرهم) لمحاربة يشوع وقومه، فزحف يشوع للقائهم عند "مياه ميروم" حيث "أسلمهم الرب إلى أيدي "إسرائيل"" فهزموهم. ودخل بنو "إسرائيل" حاصور وضربوا كل نفس فيها بحد السيف محرمين إياهم، ولم تبق نسمة. واحرق حاصور بالنار. واستولى يشوع على جميع مدن أولئك الملوك مع ملوكها. وضربهم بحد السيف وحرمهم (قتلهم) كما أمر موسى، عبد الرب". ولم يحرق يشوع إلا حاصور، أما باقي المدن "الواقعة على تلالها" فلم يحرقها يشوع، لأنه كان يريدها لسكن قومه، "وأما البشر، فضربوهم بحد السيف حتى أبادوهم، ولم يبقوا نسمة" (12). واخذ يشوع كذلك "تلك الأرض كلها: الجبل وكل النقب وكل منطقة جوشن (13) . واخذ يشوع كذلك "تلك الأرض كلها "الجبل الأقرع الممتد جهة سعير، إلى بعل جاد في بقعة لبنان، تحت جبل حرمون. واستولى على جميع ملوكها فضربهم وقتلهم" (14) .
لقد كان بنو "إسرائيل"، إذن، يخوضون حرب إبادة وإفناء ضد الشعوب الأخرى بلا إستثناء. وبأمر من ربهم، بل بمشاركة منه في هذه الحروب، كما يقول الرب نفسه.
ويحدد العهد القديم، بوضوح، قواعد التعامل مع مدن الأعداء التي يحتلها بنو "إسرائيل" صلحا أم عنوة، فإذا احتلت المدينة صلحا "فكل القوم الذي فيها يكون لك تحت السخرة ويخدمك" أي لشعب "إسرائيل". أما إذا احتلت عنوة "فاضرب كل ذكر بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة، فاغتنمها لنفسك" (15) . هذا بالنسبة إلى المدن البعيدة جدا، أما "مدن تلك الشعوب التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثا" أي تلك التي تدخل ضمن حدود ارض الميعاد مثل مدن "الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين" فيأمر رب "إسرائيل" شعبه أن : "لا تستبق منها نسمة، بل حرمهم تحريما" (16) . والقصد من ذلك، في الحالة الأخيرة، واضح، وهو إستبدال شعب بشعب، بإفناء الشعب الأصيل ليحل محله الشعب البديل، تماما كما جرى في فلسطين.
وليس مقنعا ما جاء في العهد القديم من تبرير، بقوله : "كيلا يعلموكم أن تصنعوا مثل قبائحهم التي صنعوها لآلهتهم، فتخطئوا إلى الرب إلهكم" (17) ، وتلك مظاهر الإرهاب الجماعي الذي يهدف إلى إستيطان الشعوب الغالبة في بلدان الشعوب المغلوبة، حيث يعمد المنتصر إلى إبادة الشعب المغلوب لكي يحل محله، في دياره. ويظهر ذلك واضحا عندما نرى أن رب "إسرائيل" لم يدع، إطلاقا، إلى نشر عقيدته بين باقي الشعوب، بل كان يأمر بإفناء تلك الشعوب بدلا من "هديها" إلى دينه، بخلاف ما نعرفه لدى المسيحية والإسلام من إصرار على التبشير بالدينين السماويين، وسعي لإدخال الناس والشعوب في أي منهما.
وهناك وصايا تعتبر "فرائض وأحكاما" يتوجب على شعب "إسرائيل" أن يحفظها وينفذها على الأرض التي أعطاه الرب إياها "لترثها كل الأيام التي تعيشونها على الأرض". يقول رب "إسرائيل" لشعبه في ذلك: "إنكم عابرون الأردن لتدخلوا وترثوا الأرض التي يعطيكم الرب إلهكم إياها، فترثونها وتسكنون فيها. فاحرصوا أن تعملوا بجميع الفرائض والأحكام التي أضعها اليوم أمامكم" (18) ، ومن هذه الفرائض والأحكام:
إذا خرجت مدينة من المدن "التي أعطاك الرب إلهك إياها لتسكن فيها" عن طاعة رب "إسرائيل" وقال أهلها: "هلم نعبد آلهة لم تعرفوها" فاسال عن صحة ذلك، فان ثبتت صحته، "فاضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وحرمها بكل ما فيها، واضرب بحد السيف حتى بهائمها.. واحرق بالنار تلك المدينة، وغنيمتها... فتكون تلا للأبد لا تبنى من بعد" (19) .
وبعد، فماذا يمكن أن يكون العنف المطلق والإرهاب الجماعي المدمر إن لم يكن مثل ما قاله رب بني "إسرائيل" لشعبه عندما أمره بعبور الأردن، إذ قال له: "انك اليوم عابر الأردن لتدخل وتطرد أمما اعظم وأقوى منك، مدنها عظيمة ومحصنة إلى السماء.. فاعلم اليوم أن الرب إلهك هو يعبر أمامك، كنار آكلة، هو يبيدهم وهو يذلهم أمامك، فتطردهم وتبيدهم سريعا، كما كلمك الرب " (20) ، أو كما ورد في سفر اشعيا، عن لسان الرب: "كل من صودف طعن، وكل من أخذ سقط بالسيف، وأطفالهم يسحقون بمرأى منهم، وبيوتهم تنهب ونساؤهم تغتصب" (21) . ثم أو ليس هذا ما أكده بن زفي عندما أطلق شعاره "بالنار والدم سقطت اليهودية، وبالنار والدم سوف تبعث" (22) كشعار لأول منظمة صهيونية مسلحة قامت في فلسطين عام 1909 وهي منظمة "الهاشومير" أو "الحارس"؟.
ومن يقرأ "مزامير داود" يدرك كم هي مرعبة مطالب النبي داود من ربه، وذلك عندما يناجيه متضرعا إليه أن يهبه القوة لكي "أطارد أعدائي فادركهم، ولا أعود حتى أفنيهم، واضربهم فلا يستطيعون النهوض، وتحت قدمي يسقطون" (23) أو لكي "تصرع مناهضي تحت قدمي.. وأما مبغضي فإني أبيدهم . يصرخون ولا منقذ .. كالغبار في مهب الريح اسحقهم، وكما يداس وحل الطرقات أدوسهم" (24) .
وفي مكان آخر، مرعبة هي أقوال الرب عندما نسمعه يحرض يعقوب على القتال بقوله: "ها انذا جعلتك نورجا، سكة جديدة ذات أسنان، فتدوس الجبال وتسحقها، وتجعل التلال كالعصافة" (25) . أو عندما نسمعه يقول لارميا: "إذا قالوا لك: إلى أين نخرج: فقل لهم: هكذا قال الرب: الذين للموت فإلى الموت، والذين للسيف فإلى السيف، والذي للجوع فإلى الجوع، والذين للجلاء فإلى الجلاء" (26) ، أولا يذكرنا هذا القول بمصير الفلسطينيين عامي 1948 و 1967؟، أو عندما يهدد "صور وصيدون وجميع مناطق فلسطين" بقوله "أبيع بنيكم وبناتكم بأيدي بني يهوذا، فيبيعونهم للشبئيين، لأمة بعيدة" (27) . أما الفلسطينيون فحظهم من إرهاب بني "إسرائيل" كان يفوق حظوظ باقي الأمم، كما سنرى (28) .
ويزخر العهد القديم بمختلف صنوف التهديد والعذاب لأعداء بني "إسرائيل" وخصومهم. ونتوقف عند بعض هذه الصنوف، بالإضافة إلى ما سبق أن قدمناه منها، لنبين كم أن العنف والإرهاب متجذران في التعاليم الدينية اليهودية، مما أضفى على السلوك اليهودي في التاريخ، حالة من الإدمان على العنف لم تفارقه. جاء في العهد القديم:
· قبض جدعون بن يواش، في حربه مع سكوت (قرب نهر الزرقاء)، على سبعة وسبعين من شيوخها "وأخذ أشواكا من البرية، والنوارج، ومزق بها أهل سكوت، ودمر برج فنوئيل، وقتل رجال المدينة" (29) .
· وأوصى صموئيل شاول، عند حربه ضد عماليق، قائلا، "اضرب عماليق، وحرم كل ما لهم، ولا تبق عليه، بل أمت الرجال والنساء والأولاد وحتى الرضيع والبقر والغنم والإبل والحمير" و "ضرب شاول عماليق، من حويلة إلى شور التي شرقي مصر، واخذ اجاج، ملك عماليق، حيا، وحرم (قتل) شعبه اجمع بحد السيف" (30) .
· ورفض سيحون، ملك الاموريين، أن يدع بني "إسرائيل" يمرون من أرضه إلى أرض كنعان "فضربه "إسرائيل" بحد السيف، وورث أرضه (بكل بساطة) من ارنون إلى يبوق، إلى بني عمون.. وأخذ "إسرائيل" جميع هذه المدن، فسكنوا جميع مدن الاموريين في حشبون (حسبان بالبلقاء) وجميع توابعها" (31) وكان الرب قد أمر "إسرائيل" انه "قد بدأت أسلم سيحون وأرضه إلى يدك، فابدأ بالتملك ورث أرضه" ويتابع "إسرائيل": "فضربناه (سيحون) هو وبنيه وكل شعبه، واستولينا على جميع مدنه.. وحرمنا كل مدينة، رجالها ونساءها وأطفالها، ولم نبق باقيا، أما البهائم فغنمناها لأنفسنا مع غنيمة المدن التي استولينا عليها" (32) تماما كما جرى في فلسطين في القرن الميلادي العشرين (عام 1948 و 1967م).
· وهاجم يهوذا المكابي مدينة عقرون، في ارض جلعاد، "فأهلك كل ذكر بحد السيف، ودمر المدينة من أساسها، وسلب غنائمها، واجتاز في المدينة من فوق القتلى" (33) .
· وجاء في سفر ارميا: "ملعون من منع سيفه عن الدم" (34)
· وجاء في سفر زكريا: "وهذه هي الضربة التي يضرب بها الرب جميع الشعوب التي حاربت أورشليم: يفسد لحومهم وهم واقفون على أرجلهم، وعيونهم تفسد في وقوبها، وألسنتهم تفسد في أفواههم" (35)
· وخاطب رب بني "إسرائيل" موسى، وهو في "عربة مؤاب" عند الأردن، مقابل أريحا، قائلا: قل لبني "إسرائيل"، قومك، إنكم "إذا عبرتم الأردن إلى أرض كنعان، فطردتم جميع سكان تلك الأرض من وجهكم" فإنكم سوف "تملكون الأرض وتقيمون فيها" لانني "قد أعطيتكم إياها ميراثا"، ولكنه يأمرهم بان يطردوا كل سكان تلك الأرض منها، لا يبقون أحدا منهم فيها، "وان لم تطردوا كل سكان تلك الأرض من وجهكم، كان من تبقون منهم كإبرة في عيونكم وكمهامز في جوانبكم، وهم يضايقونكم في الأرض التي تقيمون فيها" (36).
· ولا شك في أن "إسرائيل" القرن العشرين لا تزال تتذكر هذه الوصايا وتحفظها وتؤمن بها، وهي تسعى لتنفيذها في عرب فلسطين ما أمكن، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير.
هذا غيض من فيض تغص به صفحات العهد القديم، مما يجعلنا نشك في أن يكون رب العالمين جميعا، رب إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم جميعا) على هذا القدر الذي لا يمكن وصفه وتصوره من القسوة والعنف والدموية، ولأجل هذا، جاء في القرآن الكريم، في هذا المجال، ما يلي:
· قال تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني "إسرائيل" انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) (المائدة 5 - 32).
وذكر "القرطبي" في تفسير هذه الآية أن الله عز وجل غلظ الأمر "على بني "إسرائيل" بالكتاب، بحسب طغيانهم وسفكهم الدماء". وهم "أول أمة نزل الوعيد عليهم في قتل الأنفس مكتوبا"، وقد اختص الله عز وجل بني "إسرائيل" بهذا الوعيد "تغليظا عليهم" . واخبر الله المؤمنين، في هذه الآية، أن رسله جاءت بني "إسرائيل" بالبينات، إلا أن أكثرهم جاوز الحد وترك أمر الله (37)
وربما نجد في العهد القديم تعاليم حديثة العهد أقل قسوة من سابقاتها، إلا أنها تختلف، إلى حد كبير، عن تعاليم الإسلام التي تنص على وجوب دعوة الأعداء، قبل قتالهم، إلى واحدة من اثنين، الإسلام أو الجزية إن كانوا من أهل الكتاب، وإلا فالحرب، وإلى الإسلام أن كانوا مشركين أو كفرة، وإلا فالحرب، بينما يوصي العهد القديم بالدعوة إلى السلم فقط، دون الدعوة إلى الإيمان بالله، وقد جاء في العهد القديم: "وإذا تقدمت إلى مدينة لتقاتلها، فادعها أولا إلى السلم، فإذا أجابتك بالسلم وفتحت لك أبوابها، فكل القوم الذي فيها يكون لك تحت السخرة ويخدمك، وان لم تسالمك، بل حاربتك، فحاصرتها وأسلمها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب كل ذكر بحد السيف، واما النساء والأطفال والبهائم وجميع من في المدينة من غنيمة، فاغتنمها لنفسك، وكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك إياها".
ويحصر رب "إسرائيل" هذه التعاليم بالمدن البعيدة فقط، أما مدن "تلك الشعوب التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثا"، فيوصيه ان "لا تسبق منها نسمة، بل حرمها تحريما (أي اقتلها تقتيلا)".
ويذكر محققو العهد القديم انه "لم تكن هناك مناسبة لتطبيق هذه القواعد" لان سفر "تثنية الإشتراع" الذي تضمن هذه التعليمات صدر في عهد "يوشيا"، أي في زمن "نبذ سيطرة اشور" ونشر "الإصلاح الديني" الذي اختطه سفر "تثنية الإشتراع" أي في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد. ولم يكن قد "بقي هناك كنعانيون يحرمون، وما كان بنو "إسرائيل" يحاصرون المدن الغريبة" (38) .
ولم تخرج "بروتوكولات حكماء صهيون" عن خط العهد القديم في إعتماد العنف أساسا في التعامل مع سائر الشعوب، فقد جاء في البروتوكول الأول إن "خير النتائج التي يراد تحقيقها من التسلط على الغوييم... إنما يكون بالعنف والإرهاب"، وان "العنف يجب أن يتخذ قاعدة، وكذلك المكر والخديعة"، وان "الشر هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ الغاية المقصودة من الخير" (39)
وقد توارثت بنو "إسرائيل" العنف والإرهاب جيلا بعد جيل، من عهد موسى ويشوع، وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى القرن الميلادي العشرين. ونفذوا ما توارثوه من عنف وحقد وإرهاب على الشعب الفلسطيني طوال نصف قرن من الزمن (منذ عام 1948)، ذلك انه لم يكن ممكنا للصهيونية ان تحقق غايتها في إقامة دولة اليهود في فلسطين إلا بسلوكها سبيل العنف والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، المالك الأصلي للأرض، حيث تمكنت، بهذه الوسيلة، من طرده من أرضه وإستيطان هذه الأرض بدلا منه، تماما كما فعل أسلافهم من قبل بالشعوب الكنعانية البائدة.
وقد استخدمت "إسرائيل"، منذ قيامها، مختلف وسائل العنف والإرهاب بقصد إقتلاع الفلسطينيين من ديارهم أولا، ثم ردعهم عن السعي للمطالبة أو العودة إليها، فيما بعد، حتى غدت هذه الوسائل (العنف والإرهاب) حجر الأساس في الإستراتيجية الصهيونية القائمة على مبدأ (الإحتلال والتوسع بهدف الإستيطان) قبل قيام "إسرائيل"، واستمر بعد قيامها. ثم ما لبث العنف والإرهاب أن أضحى، بعد قيام الدولة العبرية، وفي مواجهة النضال الفلسطيني والعربي ضد الإحتلال الصهيوني، والرافضة لوجوده، وخصوصا تلك التي احتلت أرضها من قبل العدو الصهيوني، ولا تزال.
وأصبح العنف والإرهاب، بالتالي، عنفا رسميا وإرهابا رسميا، تعتمده الدولة العبرية، بهدف ردع المقاومة والشعب الفلسطينيين عن مواصلة نضالهما لاسترداد الحقوق الفلسطينية المغتصبة، كما تعتمده بهدف ردع الدول العربية التي احتلت أرضها عن النضال في سبيل إسترداد هذه الأرض. والوضع القائم حاليا في جنوب لبنان والبقاع الغربي يشكل النموذج الساطع للعنف "الإسرائيلي" المستمر والمتمادي ضد لبنان.
وقد اعتمدت الصهيونية العنف والإرهاب في كل نشاطاتها السياسية والعسكرية، وفي مختلف مراحلها، أي منذ نشأتها كحركة سياسية وحتى قيام دولتها "إسرائيل"، واستمرت بعد قيام هذه الدولة، ولا تزال، فهي قد اعتمدت العنف والإرهاب كوسيلة سياسية في فلسطين، في عهد الإنتداب البريطاني، ضد الفلسطينيين، وضد البريطانيين أحيانا، كما اعتمدتها كوسيلة عسكرية في سائر مراحل نزاعها مع العرب، في السلم والحرب معا. وقد تنوعت أساليب العنف والإرهاب التي استخدمتها الحركة الصهيونية، ثم عمليات عسكرية ضد الآمنين والمسالمين والعزل من السلاح، في فلسطين وسائر الدول العربية من المحيط إلى الخليج. ونذكر، على سبيل المثال لا الحصر:
· عمليات العنف والإرهاب التي قامت بها المنظمات الإرهابية (الهاغانا والارغون وشتيرن) في فلسطين في عهد الإنتداب البريطاني، (عملية نسف فندق الملك داود بالقدس في 22 تموز - يوليو 1946).
· عمليات إغتيال زعماء سياسيين وقادة عسكريين ومفكرين ومثقفين فلسطينيين (غسان كنفاني، وكمال ناصر، محمد يوسف النجار، وكمال عدوان، وعلي سلامة، ومحمود الهمشري، ومحمد بو ديا، ومحمود صالح، وحسين أبو الخير، ووائل زعيتر، وماجد أبو شرار، ومنذر أبو غزالة، وخليل الوزير (أبو جهاد، وغيرهم)، وبالإضافة إلى محاولات إغتيال متعددة أبرزها محاولة إغتيال الدكتور أنيس صايغ رئيس مركز الأبحاث الفلسطيني ببيروت في 19 تموز - يوليو 1972.
· عمليات قصف المخيمات الفلسطينية والقرى والمدن اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية طيلة سنوات عديدة من صراع العرب مع العدو الصهيوني.
· عمليات القصف الجوي والمدفعي التي تعرض لها جنوب لبنان في صيف 1993 (آب - أغسطس) والتي استمرت سبعة أيام، وقد عرفت هذه العمليات "بحرب الأيام السبعة" على لبنان.
· عمليات القصف الجوي والمدفعي والحصار البحري التي لا يزال يتعرض لها جنوب لبنان إلى اليوم.
· عملية "عناقيد الغضب" التي نفذها العدو الصهيوني ضد المواطنين اللبنانيين المدنيين في الجنوب والبقاع الغربي بين 11 و 26 نيسان 1996.
وغير ذلك من عمليات العنف والإرهاب التي ارتكبها الكيان الصهيوني والتي يصعب حصرها (الخطف والإعتقال والسجن - أعمال القرصنة البحرية والجوية - النسف والتدمير - طرد السكان العرب وتدمير المدن العربية - عمليات القتل الجماعي - الخ ...) (40).
وقد حاول الإرهابي الصهيوني المعروف "مناحيم بيغن" ان يفلسف إستراتيجية العنف والإرهاب التي اعتمدتها الصهيونية، وخصوصا المنظمة الإرهابية المسماة (الأرغن) التي كان يرأسها، في أثناء الإنتداب البريطاني على فلسطين، فرأى ان الصهاينة استطاعوا، في المرحلة الأولى من "الثورة" بلوغ هدف استراتيجي مهم هو نجاحهم في "إلغاء العامل العربي المحلي"، إذ انه لم يعد بإمكان البريطانيين ان يتذرعوا، بعدها، لبقائهم في فلسطين، "بحماية اليهود من العرب"، وهي الذريعة التي كانوا يتذرعون بها سابقا، ذلك ان اليهود لم يعودوا، كما كان العرب يعتبرونهم "أولاد الموت"، بل اصبح العرب يحترمون، بل يعجبون "بالأبطال" اليهود.
وهكذا، أضاع العرب المبادرة العسكرية، وصار على البريطانيين، لكي يبقوا في فلسطين، ان يتذرعوا بـ"حماية العرب من اليهود" (41).
ورأى بيغن ان "الاحترام الممزوج بالخوف والذي سبق ان أوحته الأسلحة اليهودية لدى كل العرب في أثناء الثورة على الإنكليز" قد استمر، حتى في مرحلة القتال الذي بدأ في أواخر تشرين الثاني - نوفمبر 1947، وخلال دخول الجيوش العربية إلى فلسطين ابتداء من 15 أيار - مايو 1948 (42). ولا غرو، فقد كانت "الهاغانا" تحظى "باعتبار مرتفع في أوساط الجماهير العربية" (43) . ولا شك في ان "الإعتبار المرتفع" الذي يقصده بيغن منطلقه الخوف لا الإحترام، لان العرب كانوا، بعكس اليهود، ضعفاء وغير منظمين وغير مسلحين، وكانت الدولة المنتدبة تتعمد عدم مساعدتهم وعدم الرأفة بهم أو حمايتهم.
ومما لا شك فيه ان العنف والإرهاب يشكلان ركيزتين من أهم ركائز الفكر الإستراتيجي الصهيوني، وقد ظهر ذلك واضحا في كتابات "جابوتنسكي" الذي يرى ان "السيف لا يمكن إلغاؤه" وان "التوراة والسيف انزلا علينا، معا، من السماء" (44)، وفي كتابات "وايزمن" أو لرئيس للدولة العبرية، الذي رأي انه، رغم ان الإرهاب الذي تقوم به (الهاغانا) شيء رديء، الا انه ربما كان "بمثابة ظاهرة لها حسناتها لتحقيق الوطن القومي اليهودي" (45)، وكذلك في كتابات "بن غوريون" الذي رأى ان "مملكة داود لا تقوم الا بالدم، وان مصير اليهود مرتبط بقوتهم العسكرية" (46) وأخيرا في كتابات "مناحيم بيغن" الذي كان يؤمن إيمانا شديدا بفوائد العنف والإرهاب من أجل بناء دولة اليهود فيقول: "نحن نحارب، إذن، نحن موجودون" (47)، رغم انه يحاول ان ينفي عن اليهود، وخصوصا منظمة (الأرغن)، تهمة الإرهاب، معتبرا ان ما تقوم به هو "ثورة" وليس إرهابا (48) .
ويتحرك إزاء كل ذلك، صوت صارخ لضمير يهودي، فيقدم شهادات تتحدث عن "فظاعة الإرهاب اليهودي" قبل قيام "إسرائيل" وبعد قيامها، إذ يقول البروفسور "يسرائيل شاحاك" في كتابه "عنصرية دولة "إسرائيل" " (طبع في باريس عام 1975)، ما يلي: "اني أدين كل أشكال الإرهاب، ليس فقط الإرهاب الموجه ضد اليهود، بل كذلك الإرهاب الذي يرتكبه اليهود ضد العرب.. لن أعود إلى إرهاب المنظمات اليهودية السرية في ظل الإنتداب البريطاني، بل اقف عند ذلك الذي حدث منذ وجود دولة "إسرائيل"".
ويعلق الكاتب الفرنسي "فنسان مونتي" الذي نقل كلام "شاحاك" بقوله: "وهنا يتجرأ يسرائيل شاحاك على عمل لا تتجرأ عليه الا القلة النادرة من اليهود: تمزيق قناع المعبد، وبكلمة أخرى: مس مقدسات النازية اليهودية" (49). ويتحدث "شاحاك" عن إرهابي يهودي يدعى "مئير هارزيون " فيقول:
"يظهر انه من الصعب ان نجد رجلا أكثر جدارة باسم إرهابي أكثر من "هارزيون" ففي مذكراته، كما في الكثير من المقابلات التي نشرت له في الصحافة "الإسرائيلية"، يظهر كم كان مجرما، وبأية شهوة كان يقتل، وكم كان يشتهي ان يقتل عربيا وخصوصا بسكين، إذ يشعر عندها بأنه "فحل".
ثم يذكر "شاحاك" كيف ان هذا الإرهابي طلب ذات يوم من قائده ان يسمح له بقتل راع عربي، اعزل من السلاح، وبسكين كان بحلمها. وكيف روى انه تقدم بفرح سادي نحو هذا الراعي فغرز سكينه في ظهره، بينما كان رفيق له يمسك به. وقد وقف مع رفيقه يتأملان، بابتهاج، فوران الدم من جروح الراعي العربي المسكين" (قد نشر حديث هذا الإرهابي في صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" بتاريخ 9 تشرين الثاني - نوفمبر 1975) (50) .
ويعلق "مونتي" على ذلك بقوله : "وتعتبر غالبية "الإسرائيليين" هذا الرجل بطلا قوميا" (51) . تماما كما يعتبر الكثير من "الإسرائيليين" "باروخ غولدشتاين" مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994، بطلا قوميا.
ثم يذكرنا، "شاحاك" بالعديد من أعمال العنف والإرهاب التي قامت بها "إسرائيل" ضد أهداف مدنية عربية، مثل:
اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية (ناصر وعدوان والنجار) في بيروت، (بتاريخ 10 نيسان - أبريل 1973)، (حيث قتل نساء بريئات جريمتهن الوحيدة إنهن كن يقطن بالقرب من المغدورين)، وعمليات القصف بالنابالم لا ربد والسلط وغيرهما من المدن الأردنية، (صيف 1968) وعمليات القصف المنتظمة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (صيف 1974)، وخصوصا تلك القنابل الموقوتة التي كانت تنفجر بعد ساعة أو ساعتين من إلقائها، أي عندما يكون الناس منهمكين في أعمال الإسعاف الطبي للمصابين.
ويتساءل "مونتي" بعد ذلك: "أو ليس هذا إرهابا أكثر جسامة من ذلك الذي يقع على كريات شمونه؟ " (52) .
ونتساءل، نحن، بدورنا: أو ليست هذه الأعمال سادية يهودية موروثة عبر أجيال تنأى إلى العهد القديم، عهد موسى ويشوع؟.
الهوامش:
1- العهد القديم، عد 31: 7-11
2- م.ن.عد 31: 1-2
3- م.ن.يش 8: 19-29
4- م.ن.يش 10: 5
5- م.ن.يش 10: 24
6- م.ن.يش 10: 26
7- م.ن.يش 10: 34-39
8- م.ن.يش 10: 39-40
9- م.ن.يش 10: 30
10- م.ن.يش 6: 21
11- م.ن.يش 10: 41-42
12- م.ن.يش 11: 1-14
13- وردت "جوشف" في المتن ، إذ وردت "جوشن" في الطبعة الأولى (العهد العتيق)، وفي نسخة "جمعيات الكتاب المقدس المتحدة".
14- م.ن.يش 11: 16-17
15- م.ن.تث 20: 10-14
16- م.ن.تث 20: 15-17
17- م.ن.تث 20: 18
18- م.ن.تث 12: 1 وتث 11: 31-32
19- م.ن.تث 13: 13-17
20- م.ن.تث 9: 1-3
21- م.ن.اش 13: 15-16
22- Bar Zohar, Michel, Ben gourion, Le prophte arme, p. 38 larteguy, J., les Murailles d'"israel", p.50
23- العهد القديم ، مز 18: 38-39
24- م.ن.أش 18: 40-43
25- م.ن.اش 41: 15
26- م.ن.أر 15: 2 والحديث، هنا، عن شعب "إسرائيل" عندما غضب الرب عليه، ولكن ما يلفت الانتباه، في هذا القول، هو الوسائل المتعددة للانتقام، والتي استخدمها اليهود بدورهم ضد الفلسطينيين في هذا القرن.
27- م.ن.يو 4: 8 والشبئيون: تجار من سكان جنوب جزيرة العرب (م.ن.ص 1927 حاشية 8).
28- راجع لحروب بني "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، اسفار: يشوع، والقضاة، وصموئيل الأول والثاني والاخبار الأول والثاني.
29- م.ن.قض 8: 13-17
30- م.ن. 1صم 15: 3و 7-8
31- م.ن.عد 21: 21-25
32- م.ن.تث2: 31-35
33- م.ن.1مك5: 50-51
34- م.ن.أر 48: 10
35- م.ن.زك 14: 12. ووقب العين، محجرها أو النقرة التي توجد العين فيها
36- م.ن.عد33: 50-55
37- القرطبي، الانصاري، الجامع لاحكام القرآن، جـ6: 146-147، وجاء في تفسير الجلالين: من أجل ذلك، أي من أجل ما فعله قابيل باخيه هابيل، وكذلك، عند البيضاوي (ويفسر ذلك ما سبق هذه الآية من ايات)، ورغم ان القرطبي يشرح معنى الآيات السابقة ويعزوها إلى قتل قابيل لأخيه هابيل (هو واضح في تلك الآيات)، الا انه يميل، ونحن معه، لان يعتبر هذه الآية حكما مطلقا تجاه اليهود "بحسب طغيانهم وسفكهم الدماء، خصوصا وان الله عز وجل أرسل إليهم رسلا جائتهم بالبينات الا انهم جاوزوا الحد وتركوا أمر الله.
38- العهد القديم تث 20: 10-14 وص 21 و 388 حاشية (1).
39- نويهض، المرجع السابق، مجلد 1: 179 و 186
40- انظر كشفا مفصلا نشرناه في الموسوعة الفلسطينية (القسم الثاني - المجلد السادس - ص 492-498) ضمن بحث لنا في "الإستراتيجية العسكرية "الإسرائيلية" ، وقد شمل هذا الكشف عمليات الإرهاب "الإسرائيلي" الرسمي من عام 1948 وحتى عام 1986.
41- Begin< Ilbid, P. 68 ويسمي بيغن أعمال العنف والإرهاب التي قام بها اليهود في فلسطين أثناء الإنتداب البريطاني "ثورة".
42- Begin. Ilbid, P. 68
43- Begin. Ilbid, P. 42
44- العابد، ابراهيم، العنف والسلام، ص 11
45- Weizmann, Chaim, Trial and error, p. 359
46- Bar - Zohar, M, Op. Cit. P.95
47- Begin, Op. Cit. P. 41
48- Ibkd , PP> 77-78
49- Monteil, vincent, Dossier secret sur "Israel", le terrorisme, P.17
50- Ibid
51- Ibid
52- Ibid, P.18