الإرهاب والعدوان والاحتلال في العقيدة العسكرية "الإسرائيلية"
اللواء الركن ياسين سويد
(الحلقة الاولى)
مقدمة
العقيدة العسكرية هي مجموعة المبادئ والأفكار التي تعتمدها دولة ما لتسويغ استراتيجية عسكرية خاصة بها، بحيث تشكل هذه الإستراتيجية أساسا صالحا لتحقيق استراتيجيتها العليا أو القومية.
وتستمد العقيدة العسكرية الصهيونية (التي هي أساس الإستراتيجية العسكرية "الإسرائيلية" المعاصرة) جذورها من معتقدات وأفكار من كتاب اليهود المقدس، أي "العهد القديم" الذي هو التاريخ العسكري لدى المعتمد لدى اليهود بدءا من تاريخ خروجهم من مصر (القرن الثالث عشر ق.م). حتى ثورة المكابيين على السلوقيين (في القرن الثامن ق.م)، رغم ما يشوب أحداث هذا الكتاب من أسطورة، وما يعتريها من شكوك، بسبب بعدها عن المنطق وعن العملية معا.
وإذ تتخذ الحركة الصهيونية كتاب اليهود (العهد القديم) حجة ومبررا، بل سندا إلهيا، لمطالبتها السياسة بأرض الميعاد موطنا لليهود (ولسنا هنا في مجال مناقشة هذه المطالبة القائمة على العنصرية والوهم والأسطورة)، نرى انه لا بد لأي باحث في العقيدة العسكرية الصهيونية من أن يلمس، بوضوح، مدى تجذر هذه العقيدة في الفكر العسكري الديني التاريخي لليهود، والذي أسهب العهد القديم، نفسه، في التعبير عنه والتأكيد عليه، بحيث شكل هذا الفكر مصدرا، لا يمكن إهماله، من مصادر العقيدة العسكرية "الإسرائيلية" المعاصرة.
ويمكننا أن نستخلص، من مراجعة العهد القديم، المعتقدات والأفكار التي تشكل، بدورها، العقيدة العسكرية الصهيونية، وهي:
أولا: الطبيعة العدوانية، وينتج عنها، الهجومية ومنطق القوة.
ثانيا: العنف والإرهاب، وينتج عنهما: القتل والسبي والتدمير والقسوة الوحشية.
ثالثا: الإحتلال والتوسع والسيطرة، وينتج عنها: الإستيطان اليهودي لأرض الغير بعد طرد أهل الأرض منها.
رابعا: الحرب الجماعية أو الأمة المسلحة، وينتج عنها: وجوب القتال على كل قادر، وتسخير الشعب كله لهدف الحرب. يضاف إلى ذلك ما له علاقة بالحرب نفسها، كأداة وكأسلوب عمل.
خامسا: السلوك العام في الحرب أو ما يمكن تسميته، تجاوزا، بآداب القتال، وينتج عنها: أسلوب التعامل مع العدو.
سادسا: التعبئة النفسية والمعنوية، وينتج عنها: إستخدام مختلف وسائل التوجيه النفسي والمعنوي لإقناع المقاتلين وحفزهم على القتال.
وينبغي، استطرادا، أن نبحث في صورتين مهمتين من صور العقيدة العسكرية الصهيونية، تظهران جليا في نصوص العهد القديم.
سابعا: الأسطورة في التاريخ العسكري لبني "إسرائيل" في العهد القديم.
وسوف نبحث كلا م هذه البنود _ الثوابت، في الفكر العسكري الصهيوني، على حدة(*).
الطبيعة العداونية
لا شك في أن الطبيعة العداونية التي تميز بها التاريخ اليهودي، وبالتالي، الشعب اليهودي نفسه، هي طبيعة متأصلة في هذا الشعب، بحكم التوارث والتربية الدينية التوراتية، وليست ظرفية أو مكتسبة. ونجد في "العهد القديم" أمثلة كثيرة تدل على هذه الطبيعة العدوانية المتميزة بالهجومية ومنطق القوة لدى شعب "إسرائيل"، إذ يبدو هذا الكتاب مليئا بالتحريض على العدوان والعنف والاحتلال والتوسع والاستيلاء على أرض الغير بدون وجه حق، ويبدو شعب بني "إسرائيل" شعبا مهاجما دائما، ومعتديا دائما، ولم يكن مدافعا قط، وهو ما فتئ منذ وجده، يقاتل كل الشعوب التي تقف حائلا، دون تحقيقه لأطماعه السياسية العدوانية التي يبررها بوعد الرب، رب "إسرائيل"، له بأرض الميعاد "من نهر الكبير، نهر الفرات" (1) .
وسيكون من العسير علينا أن نلم، في البحث، بكل ما ورد في العهد القديم، من أحداث وروايات تؤكد الطبيعة العدوانية المتجسدة في الأوامر الإلهية التي يوجهها رب بني "إسرائيل" إلى شعبه (وهو المسمى، في العهد ذاته، برب الجند أو رب الجيوش أو رب القوات، ذلك انه هو الذي يتقدم صفوف بني "إسرائيل" للقتال ضد أعدائهم) لذا، سوف نكتفي بتقديم بعض النماذج الواردة في هذا الكتاب، تاركين للقارئ، أمر العودة إلى الكتاب نفسه.
لقد قرر رب بني "إسرائيل" أن يخرج شعبه من مصر إلى أرض كنعان بعد أن وهبه تلك الأرض الممتدة ما بين النيل والفرات والمأهولة من أمم عديدة، من "الحثيين والجرجاشيين والأمويين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليوسيين، سبع أمم أكثر وأقوى منك"، ووعده بان يسلم هذه الشعوب إلى يديه، ليضربهم "ويحرمهم تحريما" (أي يقتلهم تقتيلا)، وأوصاه أن " لا تقطع معهم عهدا ولا ترأف بهم، ولا تصاهرهم، ولا تعط ابنتك لأبنه ولا تأخذ ابنته لابنك،.. لأنك شعب مقدس للرب إلهك" (2) . ولا يتورع رب بني "إسرائيل" عن أن يؤكد ظلمه لباقي الشعوب وعدوانه عليها، لمصلحة شعبه، وذلك عندما يتباهى انه يعطي هذا الشعب، دون وجه حق، ما امتلكته شعوب أخرى من ممتلكات وأرزاق، فهو يعطيه "مدنا عظيمة لم تبنها، وبيوتا مملوءة كل خير لم تملاها، وآبارا محفورة لم تحفرها، وكروما وزيتونا لم تغرسها" (3) .
تماما كما فعل بالفلسطينيين، أهل فلسطين وملاكها، وذلك بعد مضي أكثر من اثنين وثلاثين قرنا عما فعله بالأمم السبع، أهل تلك البلاد. كما يتباهى انه"طرد" من وجه هذا الشعب "أمما أعظم" منه "وأقوى"، ثم يدخله "أرضهم" ويعطيه "إياها ميراثا، كما هو اليوم" (4) .
وما أن عبر بنو "إسرائيل" نهر الأردن إلى أرض كنعان، أرض الأمم السبع (أي الحثيين والجرجاشيين والأمويين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين) حتى واجهتهم شعوبها، فخاضوا، ضد هذه الشعوب، حروبا يصفها العهد القديم بكل تفاصيلها، ويصف، مثلا ما ارتكب خلالها بنو "إسرائيل"، بحق هذه الشعوب، من مجازر وحشية، فهو يصف، مثلا، حربهم مع الاموريين وملكهم "سيحون" الذي منعهم من المرور في مملكته "فأسلمه الرب إلهنا بين أيدينا، فضربناه هو وبنيه وكل شعبه، واستولينا على جميع مدنه في ذلك الوقت، وحرمنا كل مدينة، رجالها ونساءها وأطفالها، ولم نبق باقيا، وأما البهائم فغنمناها لأنفسنا مع غنيمة المدن التي استولينا عليها" (5) .
كما يصف ما فعلوه بالملك "عوج" ملك "باشان" حديث "أسلمة" الرب إلهه، هو وقومه، إلى بني "إسرائيل"، فصنعوا به مثل ما صنعوا "بسيحون"، ملك الاموريين" "ضربناه حتى لم يبق له باق، واستولينا على جميع مدنه" ( 6) .
وتابع بنو "إسرائيل" تعدياتهم فاحتلوا ما تبقى من أرض الاموريين "من وادي أرنون إلى جبل حرمون" (7) ثم احتلوا ما تبقى من "أرض الرفائيين "(8) حتى بلغت تخومهم "وادي أرنون، إلى وسط الوادي... وإلى وادي بني عمون، والعربة والأردن... من كنارات (بحيرة طبرية) إلى بحر العربة، بحر الملح (البحر الميت)" (9) ، أي انهم احتلوا "جميع أراضي الاموريين، من أرنون إلى يبوق، ومن البرية إلى الأردن" (10) .
يغالي رب يني "إسرائيل" في ما يقدمه لشعبه، على حساب الشعوب الأخرى، في أرض كنعان، فيطلق لهذا الشعب الحرية في الاعتداء على باقي الشعوب والتسلط على أرضها وامتلاك تلك الأرض، دون أن يقيم لتلك الشعوب وزنا أو يحفظ لها حرمة في ملك أو حق هو لها أصلا، وذلك عندما يأمر بني "إسرائيل" بعبور الأردن إلى أرض التي أعطاهم النهر الكبير، نهر الفرات، كل أرض الحثيين، وإلى البحر الكبير الذي في جهة مغارب الشمس، تكون أراضيكم" (11) .
وقد بلغت طبيعة بني "إسرائيل" من العدوانية حدا جعلهم يتقاتلون قتالا لا مثيل له في القسوة والشراسة، إذ قاتل "بنو "إسرائيل" " أخوتهم "بني بنيامين" في "جبع" قتالا مريرا، طيلة ثلاثة أيام، سقط من الفريقين، نحو خمسة وستين ألف قتيل، وفقا لرواية "العهد القديم" ذاته (12) . وكانت الغلبة، في هذه الحرب، لبني "إسرائيل" الذين لم يكتفوا بان قتلوا من اخوتهم وأعدائهم "بني بنيامين" في اليوم الثالث فقط "خمسة وعشرين ألفا ومئة، كلهم مستلو سيف" (13) ، بل انهم اقتحموا عليهم مدينتهم (جبع) "وانتشروا فيها، وضربوا كل المدينة بحد السيف" (14) حتى لم يوفروا "البهائم، وكل ما وجد فيها، وجميع المدن التي وجدوها احرقوها بالنار" (15) .
يتحدث الصحفي الفرنسي "جان لارتيغي" في كتابه "أسوار "إسرائيل" " عن النزعة العدائية للشعب اليهودي على مر التاريخ والعصور فيقول :"كل التاريخ القديم "لإسرائيل"، الذي تقصه التوراة علينا، هو عسكريا قبل كل شيء، فجنود موسى ويشوع وداود لم يتخلوا قط عن القتال والنزاع، حتى فيما بينهم. انهم ليسوا برحومين مع أعدائهم المغلوبين... وان يهوذا اله "إسرائيل"، هو، أيضا، اله الجيوش، انه محارب قاس قاد، بعناد، شعبه غير المنضبط، الذي جرب كل المستجدات. فقد قاتل اليهود، بالتتابع، كلا من الآشوريين والبابليين والمصريين والمؤابيين والفرس واليونان والرومان" (16) ، مغفلا، ربما عن عمد، ذكر عدائهم المتجذر توراتيا لشعب فلسطين، واعتداءاتهم المتكررة تاريخيا، على هذا الشعب.
ويستكمل حكماء صهيون في "التلمود" وفي "بروتوكولاتهم" تعاليم العهد القديم عن طريق شرح هذه التعاليم وتأويلها وتفسيرها بما لا يتناقض مع ما تتضمنه من عدائية للشعوب والأجناس والأديان، وخصوصا الديانة المسيحية، فقد جاء في "التلمود" عن "ابن ميمون" انه قال: "أن من ينكر التعليم اليهودي، وخصوصا النصارى، تتحتم إبادتهم عن بكرة أبيهم، وإهراق دمهم يكون دائما من الأعمال المحمودة، وإذا كان التنكيل بهم غير مستطاع فالوشاية بهم واجبة" (17) ، كما جاء فيه: "من سفك دم الكفار بيده يقدم قربانا فرضيا لله. وقال الرباني عازار: هذا يعني يسوع واتباعه. ويقول الرباني يوشافاط، هذا يعني كل الأجانب أيضا بغير استثناء. وان الوصية القائلة "لا تقتل" معناها: لا يجوز لك أن تقتل "إسرائيليا"" (18) .
أما "البروتوكولات" فهي تخطط لإقامة"حكومة يهودية" تسيطر على العالم وتستبد به. وفي هذا المخطط "رسمت الطريق التي يجب علينا أن نسلكها نحو غايتنا، وليس لنا أن نحيد عنها قيد شعرة، الا إذا فعلنا ذلك مجازفة ومخاطرة، فنخسر نتائج عملنا لعدة قرون، فيذهب كله سدى" (19) ، وهو مخطط جهنمي رسمته اليهودية العالمية لكي تتمكن من السيطرة على العالم، وقد بينت البروتوكولات الأربعة والعشرون خطوطه كاملة، ومن المفيد جدا العودة إليها للاطلاع على تفاصيل هذا المخطط ومعرفة النوايا اليهودية الشريرة تجاه البشرية جمعاء (20).
إلا انه لا بد من إيضاح أن مضمون هذه البروتوكولات يعني برسم استراتيجية بعيدة المدى لا بد من أن تنتهي بان تضع حكومة اليهود العليا يدها على حكم الشعوب في العالم كله، محددة، بالتفصيل، الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هذا الهدف. وقد جاء في نهاية البروتوكول الحادي عشر ما نصه:"والله قد أنعم علينا، نحن الشعب المختار، بنعمة السبي والجلاء، والتفرق والشتات في الأرض، وهذا الأمر الذي كان فيما مضى محل ضعفنا، فيما بعد، سبب قوتنا التي أفضت بنا الآن إلى أن نلج الباب الذي منه نبسط سيادتنا على العالم كله. هذا ما بلغناه، وأما ما بقي علينا أن نبنيه ونرفعه فوق الأساس، فليس علينا بعسير" (21) .
وبالفعل، استغل اليهود أحداث الإجلاء والسبي والاضطهاد، التي تعرضوا لها عبر العصور، منذ إجلائهم عن مصر حتى سبيهم إلى بابل، فإحراقهم في أفران الغاز الألمانية (الهولوكوست) خلال الحرب العالمية الثانية، والتي هي اليوم موضع شك، بل نفي، من العديد من الباحثين الأميركيين والأوروبيين واليابانيين (ولنا عودة إلى هذا الموضوع) واستطاعوا أن يؤججوا، عبر الأجيال، عواطف اليهود تجاه هذه الأحداث التي اتخذوها وسيلة ناجحة لتكوينهم كشعب خاص ومميز، واتحادهم وجمع كلمتهم حول هدف واحد رئيسي هو إقامة دولة ويعتبرونها "دولة اليهود" جميعهم، على اختلاف أوطانهم وجنسياتهم ولغاتهم، وقد توصلوا إلى ذلك فعلا.
كما استطاعوا، من خلال دولتهم هذه "إسرائيل" أن يحولوا معظم دولة العالم وأهمها إلى دول مناصرة لهم ومؤيدة لقضاياهم رغم ما يعتري هذه القضايا من وهم وزيف وبطلان. وها هم يستعدون، اليوم، وبعد أن أسهموا في تدمير العالم الاشتراكي، إلى أن يكونوا ركنا مهما من أركان النظام العالمي الجديد، وحتى لزاوية في النظام الشرق أوسطي الجديد، خصوصا بعد أن تسلمت الولايات المتحدة الأميركية، حليفتهم الاستراتيجية، زمام القيادة في العالم، وبدأت تهيئ هذا العالم لتقبل النظام الجديد المرتقب.
فهل تمكن اليهود، حقا، من ولوج الباب الذي يقودهم إلى بسط سلطتهم "على العالم كله"؟ وهل أن ذلك ليس عليهم، حقا، بعسير؟
لقد قامت الحركة الصهيونية، إذن، على تبرير العدوان والعنف واحتلال أرض الغير، وتجند مفكروها لخدمة هذا العدوان بكل الوسائل، مرتكزين، على تبريره، على ما ورد في العهد القديم من وعهد الهي، حيث جاء فيه: "في ذلك اليوم، قطع الرب مع إبرام عهدا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى نهر الفرات" (22) . وجاء فيه أيضا أن الرب خاطب إبرام قائلا: " لا يكون اسمك إبرام بعد اليوم، بل يكون اسمك إبراهيم، لأني جعلتك إلا عدد كبير من الأمم، وسأنميك جدا وأجعلك أمما... وأعطيك الأرض التي أنت نازل فيها، لك ولنسلك من بعدك، كل أرض كنعان، ملكا مؤبدا..." (23) . وإبراهيم الخليل، كما نعرف، أب لولدين: إسماعيل واسحق، فإذا كان اليهود هم من نسل اسحق، فان العرب، هم من نسل إسماعيل، ويصح القول فيهم جميعا انهم "أمم" من صلب إبراهيم. فكيف يكون صحيحا، إذن، أن يفسر قول التوراة هذا لمصلحة بني "إسرائيل" دون سواهم من نسل إبراهيم، أو ليس هذا عدوانا صارخا على ما وعد الله به أحفاد إبراهيم جميعا، وبلا استثناء؟
وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة والتصاقا بتقاليد العصور القديمة، حيث كان الإبن البكر هو الوريث الوحيد لأبيه.، فقد كان إسماعيل بكر أبيه إبراهيم، حيث ولد إسماعيل وكان إبراهيم في سن السادسة والثمانين (24) ، وولد بعده اسحق وكان إبراهيم في سن الماية (25) ، وشكر إبراهيم الخليل ربه على عطاياه قائلا :"الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وأسحق، أنه لسميع الدعاء" (إبراهيم 14/39) وطلب إبراهيم من الله (عز وجل) أن يرزق ذريته هذه ويكرمها بحب الناس لها، فقال: "ربنا إني أسكنتك من ذريتي بواد غير ذي ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة الناس تهون إليهم، وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"[ إبراهيم: 14/37].
وذلك يعني أن ذرية إبراهيم، من إسماعيل، كانت السباقة إلى استيطان الأرض التي وعد الله بها نسل إبراهيم، فكيف تكون حلالا لنسل أسحق ومحرمة على نسل إسماعيل؟.
واستنادا إلى ما ورد في العهد القديم نفسه، فقد تم وعد الله لإبراهيم بعد ولادة إسماعيل بثلاث عشرة سنة (إذ كان عمر إبراهيم تسعا وتسعين سنة) (26) وقبل ولادة أسحق بسنة واحدة. ففي هذه السنة (أي في السنة التاسعة والتسعين من عمر إبراهيم ) قرر الله أن يغير اسم إبرام فيصبح إبراهيم، ثم قرر أن يمنحه وذريته "كل أرض كنعان"، كما أمر أن "يختن كل ذكر منكم" (27) أي من نسل إبراهيم، ولم يكن اسحق قد ولد بعد. أفلا يكون الوعد، في هذه الحالة، وان صح موجها إلى نسل إسماعيل من إبراهيم دون أسحق؟ خصوصا وان إرادة الرب قضت أن يتم الوعد والختان قبل ولادة أسحق بسنة واحدة؟ وكان ممكنا، لو أراد الرب غير ذلك، أن يتم هذا الوعد بعد سنة واحدة فقط، أي بعد ولادة اسحق، ولكن الرب لم يمته إلا في عهد إسماعيل وحده.
ويأتي تزوير بني "إسرائيل" لوعد الله، هذا أن صح، وإدعاؤهم أن الأرض التي أورثها الله نسل إبراهيم لهم وحدهم، دون سواهم، ليؤكد طبيعتهم العدوانية. ولن تستطيع اليهودية، مهما ارتكبت من مغالطات وتزوير، أن تنافس الديانات السماوية الأخرى، وخصوصا الإسلام، على تقديسها لإبراهيم الخليل وتكريمها له وإيمانها بملته، يقول الخوري بولس الفغالي في ذلك:
"دور إبراهيم في الإسلام لا يضاهيه دور في أية ديانة من الديانات السامية، فإذا كانت المسيحية ديانة عيسى (يسوع) واليهودية ديانة موسى، فالإسلام هو ملة إبراهيم... وإذا كانت جذور "إسرائيل" تتأصل في الرجاء، وإذا كانت المسيحية قد عاهدت الرب على المحبة، فالإسلام يرتكز على الإيمان، إكراما لإبراهيم أبي المؤمنين ومثالهم" (28) .وقد توارث اليهود الطبيعة العدوانية جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا، ولم يتورع لشعبهم، مستندين، في فلسفتهم هذه، إلى وعد الهي زوروه "لمصلحتهم، وإلى ادعاء فارغ بان الله فضلهم على سواهم من بني البشر. أو لم يرد في البروتوكول الخامس من "بروتوكولات حكماء صهيون" انه "جاء على لسنان الأنبياء أننا نحن اختارنا الله لنحكم الأرض كلها، والله منحنا العبقرية لنضطلع بهذا العبء" (29) .
ورغم أن اليهود منتشرون في كل بلدان العالم، يتمتعون بالمواطنة التامة في هذه البلدان، فيحملون جنسياتها ويتكلمون لغاتها ويخضعون لقوانينها، ولهم ما لباقي مواطنيها من حقوق وعليهم مما على أولئك المواطنين من واجبات، فانهم طلوا يعيشون، على مدى قرون طويلة من الزمن، تجاوز الثلاثين قرنا، وفي كل بلد، بما يشبه "الغيتو" (وقصة الحي اليهودي في كل بلد أو مدينة من بلدان العالم أو مدنه معروفة ومعاشة إلى اليوم)، حيث يمارسون طقوسهم وعاداتهم التي توارثوها، ويمارسون، كذلك، عداءهم وكراهيتهم للآخرين الذين يسمونهم "الغوييم" أي الغرباء أو الأجانب أو غير اليهود، ولو كانوا وإياهم أبناء وطن واحد (30) ، مدفوعين، ولا شك، بالعقد التي تكفل زعماؤها الروحيون والمدنيون تنشئتهم عليها جيلا بعد جيل، وأهمها: عقدة الإجلاء والسبي والاضطهاد وأفران الغاز، وعقدة "شعب الله المختار". وهكذا كنا نراهم يتقوقعون على انفسهم، لا يثقون إلا بمن كان من دينهم، ولا يتعاملون إلا معا اندادهم من اليهود، خلافا لما ألفناه في المسيحية والإسلام وعرفناه عند المسيحيين والمسلمين.
واستطاع اليهود، وفقا لهذه التنشئة الدينية والمدنية، أن يشكلوا "شعبا" مختلفا عن باقي الشعوب، حتى تلك التي ينتسبون إليها مواطنة ولغة وجنسية، وظلوا يطمحون للاجتماع في أرض تحتضنهم جميعا، دون سواهم من بني البشر، ولو كان ذلك عن طريق العدوان والاغتصاب والاحتلال، حيث يشكلون دولة لهم هي "دولة اليهود"، إلى أي بلد انتسبوا، وفي أي أرض عاشوا (31) .
واستطاع "تيودور هرتزل" أبو الحركة الصهيونية، أن يحول هذا الطموح إلى كتاب باسم "دولة اليهود" يحدد فيه، بوضوح، الإستراتيجية التي يجب على اليهود اتباعها لتحقيق هذا الهدف ثم إلى حركة باسم "المنظمة الصهيونية العالمية" التي سعت لتحقيقه، وحققه فعلا. ورغم أن "هرتزل" لم يحدد، في البدء، فلسطين بالذات، وطنا قوميا موعودا لليهود، بل انه طرح كلا من الأرجنتين وفلسطين كبلدين محتملين لإقامة "دولة اليهود" في أي منهما، ثم انه وافق على خيار آخر هو "أوغندا" (32)، ضاربا عرض الحائط "بالحجة الدينية" التي كان اليهود يتذرعون بها للمطالبة بفلسطين كأرض للميعاد، كما يدعون، بل انه حاول، بالعقلية المادية لليهود المتمرس، أن "يشتري" فلسطين من السلطان العثماني مقابل "تسوية وضع موازنة السلطنة" كما حاول أن "يشتري" أوروبا للموافقة على مشروعه بان أخذ يزين لها بان هذه الدولة سوف تشكل "جدارا ضد آسيا، ومخفر أماميا للمدنية ضد البربرية" (33) . كما تدعي "إسرائيل" ذلك اليوم.
وفي كل حال، فان المطالبة بفلسطين وطنا قوميا لليهود لم يتم، رسميا، إلا في المؤتمر الصهيوني السابع الذي عقد، بعد وفاة هرتزل، في بال بسويسرا عام 1905 (34). ويرى "آلن تايلر" أن اهتمام هرتزل "كان يكمن في حل مشكلة اللاسامية، لا في تحقيق نبوءات اليهودية التقليدية" (35).
ومهما يكن من أمر، فمما لا شك فيه أن العداء للسامية مشكلة خلقها اليهود أنفسهم، وان إقامة وطن لليهود، في أية بقعة من بقاع الأرض، في فلسطين أو سواها، لا بد من أن يشكل عدوانا صارخا على حقوق الآخرين وملكيتها ومواطنتهم (كما جرى في فلسطين تماما) وهو ما يؤكد الطبيعة العدوانية لبني "إسرائيل" .
ولكن هرتزل لم يكن أول مفكر يهودي سعى إلى حل قدر الشعب اليهودي على حساب شعب آخر، وان كان أول من وضع استراتيجية محددة وواضحة المعالم لإقامة دولة لليهود في أي وطن من أوطان الآخرين، أولا، ثم في فلسطين، وعلى حساب الشعب الفلسطيني، أخيرا. فقد سبق "هرتزل" في التفكير بحل هذه العقد عدد من المفكرين اليهود أمثال الحاخام يهوذا ألكالاي (1798 _ 1878) والحاخام زفي هيرس كاليشر (1795 _ 1874) والمفكر اليهودي الألماني موزس هس (1812 _ 1875) الذي يعتبر، عند الكثيرين، "الأب الحقيقي للقومية اليهودية المدعاة، والدعوة الصهيونية الحديثة"، وهو الذي أقترح "إنشاء مستعمرات يهودية عند قناة السويس وعلى ضعفي الأردن... كخطوة أولية على طريق استرجاع اليهودية " (36) ، وأرنست لاهاران الذي أقترح إقامة "مملكة يهوذا الجديدة" في المنطقة الواقعة "من السويس إلى خليج أزمير، وتشمل سلسلة جبال لبنان الغربية بأسرها" (37) ، وكان أهمهم المفكر اليهودي الروسي ليوبنسكر (1821 _ 1894) الذي اتفق مع معظم من سبقه على أن الحل الأمثل هو عودة اليهود إلى فلسطين، إلا انه تفرد بوضع كراس باللغة الألمانية وبعنوان "التحرر الذاتي" وقد نال هذا الكراس شهرة عظيمة لأنه وصف، بصراحة متناهية، العقد التي يعاني منها الشعب اليهودي في "ديار الشتات" التي هي أوطانه التي ينتمي إليها، ومما قاله بنسكر في كراسه هذا:
ـ "الشعب اليهودي لا وطن أبويا له، على كثرة أوطانه الأم... انه حاضر في كل مكان وليس له مكان في أي بيت أبدا.
ـ "اليهود ليسوا أمة حية، انهم غرباء، في كل مكان، لذا يحتقرهم العالم.
ـ "مساواة اليهود في الحقوق المدنية والسياسية لا تكتفي لرفع شأنهم في أعين الشعوب."
ـ "الحل الوحيد الصحيح ينطوي على خلق قومية يهودية وإيجاد شعب له كيانه الخاص وأرضه.
ـ "أن تحرر اليهود ووقوفهم على قدم المساواة، أمة بين سائر الأمم، يتم عن طريق حصولهم على وطن خاص بهم" (38) .
والواضح أن أيا من هؤلاء المفكرين اليهود لم يطرح، إطلاقا، تساؤلا لا بد من أن يطرح، وهو، لماذا يظل اليهود دائما "عنصرا مغايرا... لا يمكن دمجه في غيره من الأمم، كما يعسر على أية أمة هضمه واستيعابه"؟ (39) أو ليس ذلك لان التنشئة الدينية والمدنية لهذا الشعب، على مر العصور، هي التي جعلته كذلك؟. ثم أولا ينطوي هذا التمايز لليهود عن غيرهم من الشعوب والأجناس على عنصرية مقيتة لا بد من أن تكون مرتكزة على قاعدة من العداء والحقد والكراهية للآخرين "الغوييم" تجعلهم لا يأتلفون مع هؤلاء "الغوييم"، كما تجعل هؤلاء "الغوييم" لا يأتلفون معهم؟
وكيف يمكن لهؤلاء المفكرين اليهود أن يروا حل عقد شعبهم وأمراضه النفسية على حساب غيره من الشعوب، سواء في فلسطين أم في سواها، دون أن يروا في ذلك اعتداء صارخا على حقوق تلك الشعوب؟
تلك هي الطبيعة العدوانية للإنسان اليهودي، هذه العدوانية الناتجة عن التربية الدينية القائمة على التمايز والتعالي وكره الآخرين، من بني البشر، والتي توارثوها منذ عهد موسى ومن تبعه من أنبياء وحكماء، إلى عهد هرتزل ومن تبعه من قادة ومفكرين وسياسيين.
وبعد هرتزل، برز الكثير من مفكري اليهود وقادتهم السياسيين ليتابعوا رسالته، ويكملوا ما بدأه من خلال "المنظمة الصهيونية العاليمة" التي أسسها، وكان أهمهم: حاييم وايزمن فلاديميير جابوتنسكي ودايفد من غوريون ومناحيم بيغن الذين استطاعوا تحقيق حلم هرتزل بإقامة دولة لليهود في فلسطين بعد طرد أهلها العرب منها، وذلك بعد نصف قرن تماما من إنشاء المنظمة الصهيونية وعقد أول مؤتمر لها في بال بسويسرا عام 1897. فكان ذلك هو الاعتداء التاريخي الثاني من قبل بني "إسرائيل" على فلسطين وأهلها، بعد مرور اثنين وثلاثين قرنا على الاعتداء الأول، في عهد يشوع من نون وخلفائه من حكام بني "إسرائيل" .
ويتبن من المسار التاريخي للشعب اليهودي على مدى اثنين وثلاثين قرنا، أن "الطبيعة العدوانية" لهذا الشعب هي جزء لا يتجزأ من تربيته الدينية، كما إنها عنصر مهم من عناصر الإستراتيجية المجتمعية والسياسية البعيدة المدى، التي وضعها مفكروه وقادته الروحيون والسياسيون، وخططوا لها، ووضعوا النظريات الملائمة لكي يحتفظوا بهذا الشعب، طيلة هذه القرون، خارج المجتمعات البشرية، وفي "غيتو" خاص به، وذلك بعد أن ظلوا يشحنونه، طيلة هذه القرون، بكل عوامل الحقد والكراهية والعداء لباقي الشعوب.
ومنذ منتصف القرن الميلادي الثامن عشر، بدأ اليهود يعدون العدة لعدوان جديد على فلسطين، وذلك من خلال ما ابتدعوه، وحرصوا على المحافظة عليه وعمدوا إلى إثارته بين الفينة والأخرى، مما سموه بالمسألة اليهودية وعقدة اللاسامية، وحاجة هذا الشعب "المظلوم والمشرد والبائس والمستضعف" إلى أرض يمتلكها ووطن يأوي إليه ويستجير به، واستطاعوا، بما أوتوا من حنكة ودراية ودهاء، أن يقنعوا العالم بعدالة قضيتهم، فكانت "فلسطين"، وللمرة الثانية، ضحية عدوانهم، بل فداء لكل الشعوب الأرض التي نبذتهم وكرهت استضافتهم.
يقول دايفيد من غوريون "خلال ألفي عام، كنا غبارا من أقليات في عشرات البلدان، وكان قدرنا، بأيدي الآخرين. أحيانا، كنا نعامل، هنا وهناك، بإنسانية وتسامح، وكانت لنا حظوظنا بان نتطور، وأحيانا أخرى، كنا محاصرين ومطاردين، ومضطهدين ومقتولين" (40) ، ولم يحاول أحد أن يسأل بن غوريون: لماذا أنتم هكذا دون باقي البشر؟
ويتساءل مناحيم بيغن، بكل بساطة، وفي حديث له عن "عمليات الإفناء" التي قام بها هتلر، خلال الحرب العالمية الثانية، ضد اليهود: "هل يمكن أن يفنى شعب بكامله، وفي القرن العشرين؟ وماذا يقول باقي العالم عن ذلك"؟ (41) . ولكن بيغن هذا، الذي يطرح هذا التساؤل، هو الذي قاد، بنفسه، عملية طرد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ودياره ليحتلها شعب دخيل معتد وهو الشعب اليهودي، وظل يطارد ذلك الشعب، بجيوشه وطائراته، إلى أية أرض لجأ، بغية إفنائه، تماما كما فعل هتلر (لو صح هذا الزعم) بالشعب الذي ينتمي إليه بيغن، والذي سعى لان يثأر له شعب بريء معتدى عليه، هو الشعب الفلسطيني.
قامت الدولة العبرية على العدوان إذن في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، كما قامت على العدوان، أيضا، في القرن الميلادي العشرين. وكما طرد بنو "إسرائيل"، بدون وجه حق، ومنذ اثنين وثلاثين قرنا، "سبع أمم" من أرضهم وديارهم، طردوا، بدون وجه حق، كذلك، وفي هذا القرن (الميلادي العشرين)، الفلسطينيين العرب من أرضيهم وديارهم. وكما امتلك بنو "إسرائيل"، منذ اثنين وثلاثين قرنا، وبدون وجه حق، "مدنا عظيمة لم يبنوها، وبيوتا مملوءة كل خير لم يملأوها، وآبارا محفورة لم يحفورها، وكروما وزيتونا لم يغروسها" امتلكوا، في هذا القرن بالذات، وبدون وجه حق كذلك، مدن الفلسطينيين، وبيوتهم المملوءة خيرا، وآبارهم وكرومهم وزيتونهم. فأي تاريخ، في البشرية، أكثر عدوانية وهمجية من تاريخ بني "إسرائيل" هذا؟
وإذ يستمر العدوان اليهودي على فلسطين، كذلك، على الشعب الفلسطيني المشرد في "ديار الشتات"، كما يستمر على الشعوب العربية المجاورة لفلسطين المحتلة. كأنما كتب عرب هذا العصر على أنفسهم، بتخاذلهم المتمادي وغير المبرر، أن يصبحوا، في يوم قريب ربما، عبيدا لبني "إسرائيل"، وخداما لهؤلاء الذين يطمحون لان يحكموا، ذات يوم، العالم بأسره.
ويكفي أن تكون ""إسرائيل" الدولة الوحيدة، في هذا العالم، التي لم يرد في دستورها حدود لها، حتى تتأكد، بلا جدال، الطبيعة العدوانية لهذه الدولة. كما أن الوضع القائم حاليا في الجولان وجنوب لبنان والبقاع الغربي يشكل النموذج الساطع للعدوان "الإسرائيلي" المستمر والمتمادي ضد سوريا ولبنان.
الهوامش:
1- العهد القديم، تك 18:15 .
2- م.ن.تث 7: 1-6
3- م.ن.تث 6: 10-11
4- م.ن.تث 4: 38
5- م.ن.تث2: 32-35 وكان "سيحون" يقيم في عاصمة ملكه "حشبون" التي لا تزال تعرف باسم "حسبان"، وهي خربة قائمة على تل منعزل بين ارنون (نهر الموجب) ويبوق (نهر الزرقاء) بالقرب من مأدبا بالأردن.
6- م.ن.تث3: 1-4 و"عوج" من ملوك الاموريين، امتد ملكه من وادي ارنون بالأردن حتى جبل حرمون . و"باشان" مقاطعة في ارض كنعان، شرق الأردن، بين حرمون وجلعاد، وتشمل حوران والجولان واللجاة، حتى دمشق.
7- م.ن.تث 3:8
8- م.ن.تث 13:3 وارض الرفائيين هي منطقة ارجوب كلها وارض باشان كلها (م.ن.) وارجوب: إقليم في باشان.
9- م.ن.تث3: 16-17
10- م.ن.قض 23:11
11 - م.ن.يش1: 2-4
12- م.ن.قض 20: 14-48. ويذكر العهد القديم ان بني "إسرائيل" هزموا في اليومين الأول والثاني وسقط منهم أربعون ألف رجل، إلا انهم انتصروا في اليوم الثالث.
13- م.ن.قض 35:20
14- م.ن.قض 37:20
15- م.ن.قض 48:20
16- larteguy, Jean, les murailles d"Israel", P.46
والمؤابيون هم سكان مؤاب، وهي ارض واقعة شرق البحر الميت، اما العمونيون فهم من نسل لوط، كانوا يسكنون جبال جلعاد بين نهري ارنون ويبوق عبر الأردن.
17- نويهض: عجاج، بروتوكولات حكماء صهيون، مجلد 2: 184، والتلمود هو اهم كتاب في الديانة اليهودية بعد التوراة، وقد استمر وضعه قرونا، من دعوة عزرا ونحميا لاعادة بناء الهيكل حتى القرن الميلادي الخامس، وهو عبارة عن الأحاديث الشفهية التي انتقلت من جيل إلى جيل حتى تم تدوينها في التلمود. ويوجد تلمودان هما تلمود بابل وتلمود اروشليم.
( Malka, Victor et Salomon, le petit Retz du judaisme. pp. 128-129 )
اما "ابن ميمون (1135-1204م) فهو يهودي "لاهوتي وطبيب ورياضي وفيلسوف: ولد في قرطبة وعاش في مصر، وكان "ابن رشد" من أساتذته. وقد الف في الطب واللاهوت، واشهر مؤلفاته اللاهوتية: "كتاب التعاليم" وهو خلاصة تعاليم اليهودية، وكتابه عن "التلمود" الذي نشر باسم "الميشنا - التوراة" (الشريعة الثانية) ولابن ميمون اتباع عرفوا باسم "الميمونيين".
18- نويهض، المرجع السابق، مجلد 2: 184، نقلا عن كتاب "همجية التعاليم الصهيونية للأب بولس مسعد".
19- م.ن. مجلد 1: 184 (البروتوكول الأول). وتأكيدا لذلك، حدث اثر الهزيمة العربية في حرب حزيران عام 1967، ان خرج اليهود في مختلف عواصم العالم يتظاهرون فرحا بانتصارهم، مرددين شعارات منها "في العام الفين، سوف نحكم العالم". ويبدو أن نبوأتهم هذه بدأت تحقق منذ ان انهار النظام العالمي القديم وتسلمت الولايات المتحدة الأميركية زمام قيادة العالم بعد حرب الخليج عام 1990.
20- انظر البروتوكولات الاربعة والعشرين في م.ن. مجلد 2ك 179-292
21- نويهض، م.ن.مجلد 1: 231 (البروتوكول الحادي عشر).
22- العهد القديم، تك 15: 18
23- م.ن.تك 17: 8
24- م.ن.تك 16: 16
25- م.ن.تك 21: 5
26- م.ن.تك 17: 1
27- م.ن.تك 17: 10
28- فغالي، الخوري بولس، المجموعة الكتابية، اسفار الشريعة، سفر التكوين، ص 290
29- نويهض، المرجع السابق، مجلد 1: 205 (البروتوكول الخامس)
30- الغوييم، كلمة عبرية مفردها (غوي) وتعني "الشعب" ويطلقها اليهود على الشعوب غير اليهودية، وخصوصا المسيحيين .
31- يذكر انه، اثر هزيمة العرب في عام 1967، خرجت تظاهرات من اليهود الفرنسيين في شوارع باريس تردد "فرنسا معنا" واثار ذلك نقاشا حادا في الصحف والمجلات الفرنسية وبين المثقفين الفرنسيين استمر نحو ستة اشهر، وكان التساؤل الاهم: هل ان اليهود الفرنسيين "إسرائيليون" او لا ام فرنسيون؟
32- Herze. Theodore, l'Etat des Juifs, pp. 46-47 et 102 note 30
وكان انصار هرتزل لا يمانعون اقامة الدولة في اوغندا او في العريش او سيناء (القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، ص 67-68)
33- Herzel Ibid, P. 47
34- القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، ص 67، ذلك ان الزعماء اليهود انقسموا، قبل عام 1905 الى فريقين احدهما يؤيد هرعتزل الذي يقول بايجاد حل فوري للمسألة اليهودية في فلسطين او سواها، واخر يتمسك بفلسطين وطنا لليهود، وقد تغلب الفريق الثاني في مؤتمر عام 1905 (انظر : تايلر، الن، تاريخ الحركة الصهيونية، ص 19-20)
35- تايلر، المرجع السابق، ص 14
36- القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، ص 54
37- م.ن.ص 55
38- م.ن.ص 57
39- م.ن.ص.ن
40- Bin Gourion, Regards sur le passe, P.9
41- Begin, Menahem, La Revolte d'"Israel". p. 42