*Moustafa Ghareeb * مصطفى غريب *عوفاديا يوسف في الصحافة العربية

عوفاديا يوسف في الصحافة العربية


جاءت الترهات التي أدلى بها الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف ( زعيم حزب شاس ) خلال إحدى خطبه لتوضح بشكل جلي طبيعة العنصرية التي تتحكم بالصهاينة والتي تشكل أساس عقيدتهم ومنها تنطلق كل تصرفاتهم ، وهذا ما يضع كل العرب والمسلمين أمام تحد كبير ، هو تحدي " اكتشاف " الصهيونية من جديد بعد أن حاول بعض الزعماء أن يثيروا الغبار حول هذه النزعة العنصرية التي تحكم كل الصهاينة بغض النظر عن مواقعهم السياسية داخل الكيان الصهيوني .

وإذا قال احدهم إن هذه التصريحات تعبر فقط عن رأي شخص واحد ، فان الحقيقة تقول إن أحداً من الأشخاص  المؤثرين في الكيان الصهيوني لم ينكر على عوفاديا تصريحاته بحق العرب ، وانما كل الانتقادات التي وجهت له سببها قوله إن اليهود الذي قتلوا في الحرب العالمية الثانية ( يدعي الصهاينة أن عددهم 6 ملايين ! ) هم أشخاص تقمصتهم أرواح أشخاص ارتكبوا خطايا فكان لابد من أن يعاقبوا !!!

الصحف العربية توقفت مطولاً أمام ما قاله عوفاديا وما كشفه من حقد عنصري يتحكم بالصهاينة ضد العرب والمسلمين ، وفيما يلي عينة مما ورد في هذه الصحف من تعليقات والتي صدرت يومي السابع والثامن من آب عام 2000 .

ماذا قال عوفاديا يوسف بحق العرب والفلسطينيين؟

فجرت الموعظة الاسبوعية للزعيم الروحي لحركة شاس، الحاخام عوفاديا يوسف عاصفة سياسية في "اسرائيل" بعد ان وجه سهامه هذه المرة في كل اتجاه، ضد رئيس الحكومة ايهود باراك، وضد العرب والفلسطينيين، وضد ذكرى اليهود الذين أبادتهم النازية. وهو ما أثار ردود فعل شديدة من جميع التيارات السياسية والاجتماعية في "اسرائيل".

وقال الحاخام عوفاديا يوسف، حسب صحيفة "معاريف"، ان "هذا الشخص (باراك) ليس له عقل. فهو يلهث وراءهم (وراء العرب) كالمجنون من اجل ان يصنع السلام. هل هذا سلام؟ اين امن دولة "اسرائيل"؟ انه يجلب الأفاعي على مقربة منا. اي سلام تريد صنعه مع الأفعى؟".

أضاف الحاخام في موعظته: "يقولون ان (باراك) اعطاهم نصف البلدة القديمة من اجل إحلال السلام. لماذا، هل من اجل ان يتمكنوا مرة اخرى من قتلنا. لماذا نريدهم بجانبنا".

وهاجم عوفاديا بشدة الفلسطينيين والعرب وقال: "ان ابناء اسماعيل جميعا أشرار وملعونون. وكلهم يكرهون "اسرائيل". ان الله العلي القدير يندم لأنه خلق أبناء اسماعيل هؤلاء. ومكتوب في التلمود ان الله يقول في كل يوم "ليتني لم أخلقهم".

ولو توقف الحاخام عوفاديا عند ذلك ربما لما كان أثار اي اهتمام في "اسرائيل". ولكنه ذهب ولمس الجرح "الاسرائيلي" الذي لا يبرأ أبدا: الملايين الستة من اليهود الذين أبادتهم النازية، وقال ان حاخاما مقدسا يقول انه ليس ثمة شخص لم يتقمص حياة آخرين من الاجيال السابقة. وان "قسما كبيرا من الأنفس هي من تلك الأجيال التي ارتكبت خطيئة عبادة العجل. وحتى أولئك في عهد الكارثة النازية، الملايين الستة من المساكين اليهود الذين قتلهم الأشرار النازيون، هل ذهبوا هباء؟ لا. انهم أرواح مستعادة لأولئك الذين اقترفوا الخطايا ودفعوا آخرين لاقترافها، وقاموا بأفعال لا يمكن فعلها. وقد أعيد إحياء هذه الأرواح من اجل اصلاحها. وتلقى هؤلاء المساكين كل العذاب والآلام وهذه الميتة التي ماتوها في الكارثة النازية. وهذه ليست المرة الاولى في حياتهم التي تظهر فيها هذه الارواح.. انها تأتي لتكفر عن آثامها".  

السفير اللبنانية

ضحاياها تقمصوا أرواحا خاطئة

حاخام يهز ""اسرائيل"" بحديث عن المحرقة

أثار الزعيم الروحي لحزب شاس المتشدد ثالث الاحزاب "الاسرائيلية" الحاخام عوفاديا يوسف زوبعة امس في "اسرائيل" بعدما صرح ان الضحايا اليهود للمحرقة النازية هم تقمص للذين ارتكبوا خطايا . وقال الحاخام خلال الدرس الاسبوعي الذي يلقيه مساء السبت في كنيس في القدس ونشرت وسائل الاعلام مقتطفات منه امس ان الستة ملايين مسكين الذين قتلهم النازيون لم يقتلوا مجانا. فهم كانوا تقمصا لارواح ارتكبت خطايا وقامت باشياء كان يفترض الا تقوم بها . واعتبر رئيس الوزراء "الاسرائيلي" ايهود باراك في بيان ان هذه التصريحات غير لائقة بالصدور عن شخص بمقام الحاخام يوسف لانها يمكن ان تسيء الى ذكرى ضحايا المحرقة ومشاعر عائلاتهم والشعب برمتهم . ويرأس الحاخام يوسف الشخصية النافذة في "اسرائيل"، حزب شاس الذي يعتبر مع نوابه الـ 17 حجر الزاوية في اي ائتلاف. وقد انسحب هذا الحزب من ائتلاف رئيس الوزراء ايهود باراك مطلع يوليو/ تموز الماضي. واثارت تصريحات الحاخام عاصفة من الاحتجاجات. وقال تومي لابيد رئيس حزب شينوي العلماني (ستة نواب) انها تصريحات دنيئة ستثير فرحة النازيين في العالم . واضاف لابيد في تصريح اذاعي الامر يتعلق اما بهذيان عجوز مصاب بالخرف ويجب بالتالي اخفاءه لتجنب ان يتسبب بمزيد من الاضرار للشعب اليهودي، واما برأي مجموعة كاملة وهذا امر مثير لليأس . ويمثل حزب شاس اليهود السفرديم (الشرقيين) المتدينين. وخلفت تصريحات الحاخام يوسف نقاشات حادة امس الاحد عبر الاذاعة الرسمية واذاعة الجيش اللتين خصصتا قسما من برامجهما الشعبية لهذه الاقوال. وانتقد رئيس البرلمان العمالي ابراهام بورغ تصريحات الحاخام يوسف لكنه اوضح في الوقت ذاته ان تفسيره (يوسف) يندرج في اطار النظرة اللاهوتية للمتشددين الذين يفضلون تحميل الانسان مسؤولية المحرقة وليس الله . واعرب النائب ابراهام هرشسون من حزب الليكود (معارضة يمينية) عن قلقه من ان يقوم الاشخاص الذين ينفون وجود المحرقة في العالم باستغلال اقوال الحاخام عوفاديا يوسف. وحمل زعيم حزب ميريتس العلماني (10 نواب) يوسي ساريد من جهته السياسيين من حزب العمل والليكود المسؤولية، لانهم عبر ترددهم على الحاخام يوسف اعطوه الانطباع بانه رجل عظيم فعلا . واعتبر افنير شاليف رئيس نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة في القدس، ان كل الذين يقيمون رابطا بين المحرقة وبين مسائل متعلقة بالحياة اليومية يسيئون الينا . ويقيم في فلسطين المحتلة نحو 230 الف مستوطن يهودي كانوا يعيشون في المانيا او في دول احتلها النازيون.

الوطن القطرية

 

عنصرية بغيضة!

تعكس تصريحات الزعيم الروحي لحزب شاس "الاسرائيلي" التي أدلي بها خلال درسه الأسبوعي أقذر وأحط مستويات التمييز العنصري تجاه العرب، بل وتجاوز ذلك إلي التزوير علي لسان الذات الإلهية، حينما استشهد بنصوص تافهة من التلمود الذي كتبته أياد يهودية عنصرية بقوله ان الله تأسف لخلق العرب حاشى لله سبحانه وتعالي.

ان عوفاديا يوسف زعيم شاس ليس مجرد حاخام، يحتل مرتبة دينية هامة في الدولة العبرية، لكنه منخرط أيضا بالحياة السياسية خلف واجهة دينية، وحينما يصف العرب بـ الأفاعي ، فهو يجسد بذلك مفاهيم وايديولوجية حزبه العنصرية، الذي يحتل سبعة عشر مقعدا في الكنيست "الاسرائيلي".

وثبت خلال الفترة الماضية أنه صاحب تأثير جدي في السياسة "الاسرائيلية"، ويستطيع أن يفرض شروطه علي الحكومة، كما فعل ذلك مع ايهود باراك الذي خضع لابتزاز شاس أكثر من مرة، سواء لجهة زيادة المخصصات للمدارس الدينية التي يديرها الحزب المتطرف، أو بشأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني!

إننا نعي تماما أن ""اسرائيل""  قامت علي أساس عنصري، تحت مزاعم أسطورية تقول بأن اليهود شعب الله المختار ! وقد دفع الشعب الفلسطيني والعرب عموما ثمنا باهظا جراء هذه السياسة العنصرية، ولكن ما قاله زعيم شاس يشكل تطورا وقحا، ومؤشرا علي زيادة التعبئة العنصرية في المجتمع "الاسرائيلي" .

إن وصف العرب بـ الأفاعي يعني ببساطة أنهم لا يستحقون غير القتل!! ويصدر هذا التصريح عن زعيم حزب مؤثر في الحياة السياسية "الاسرائيلية"، بل ويدير عددا كبيرا من المدارس الدينية التي تربي أجيالا جديدة علي هذه النظرة العنصرية البغيضة! واللافت أيضا أن الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى في الكيان الصهيوني، تزداد قوة ونفوذا في المجتمع "الاسرائيلي"، الأمر الذي سينعكس بالضرورة علي مفاوضات التسوية، وما الأزمة التي تعاني منها حكومة باراك سوي إحدى النتائج لهذا المناخ.. وعلي العرب أن ينتبهوا جيدا ويعيدوا النظر في وضعهم البائس الذي يشجع علي الاستهانة بهم واحتقارهم!!  

الراية القطرية

 

هل من يدحض الأكاذيب

في زيارة الى الضفة الغربية قررت ان اذهب مع شقيقي الى عمله الليلي في رمادغان قرب يافا في فلسطين المحتلة فذهبنا الى موقف باص بالقرب من احدى المستعمرات وكان يجلس احد حراس المستعمرة على كرسيه طرح عليه شقيقي السلام بالعبرية التي يجيدها كما يجيدها يهود الشرق وهم اليهود الاصليون الذين عاشوا مع العرب منذ آلاف السنين. فرد الحارس التحية وبدأ حوارا طويلا مع اخي وانا صامت ثم وجه كلامه لي متسائلا عن صمتي ارتفعت دقات قلبي وخشيتي ان تفتضح هويتي فقال له شقيقي انه اخي ولا يجيد العبرية فهو مهاجر جديد قادم من المغرب فنهض الحارس هاما باحتضاني ابتعدت وفهمت انه قال: ستتعلم العبرية قريبا فهي قريبة من العربية فنحن وكما تعلم جميعنا ابناء ابراهيم. صحيح انني قادم من بولندا وواجهت الصعاب حتى تعلمت العبرية لكننا جميعا من شعب الله المختار.

قلت لأخي ان يترجم له: بأن اليهود المغاربة والبغداديين والذين هاجروا من الكويت واليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية هم يهود من ابناء ابراهيم اما انت وغولدا ورابين وبيريز وحاخامات اوروبا ليس لهم علاقة باليهود فهولاء صهاينة تهودوا لم يعجبه كلامي فأخرج كتابا تاريخيا يقرأ فيه عن تاريخ قرى فلسطين المزور يهوديا ليقول: انا من بولندا لكن جدي من القليعة والقليعة (خربة) صغيرة بالقرب من احدى القرى وهي اراض مملوكة لمواطن فلسطيني.

قلت بالعربية انكم تزورون التاريخ وتزورون الانسان. فالحمد الله انني لست يهوديا.

اما عوفاديا يوسف الذي جاء من واشنطن او من القوقاز او من الخزر يأتي ليزور التوراة والتلمود ويقول ان الله نادم على خلق العرب ليلغي بذلك الخلق كله، فالله سبحانه خلق ادم وهو والد الجميع العرب واليهود والمسيحيين والبوذيين والهندوس وكل الملل وكل الامم الآدمية.

اتصل مدرس قطري يتساءل اذا كان لدي نسخة اصلية من التوراة قلت له موجودة في الفاتيكان ولا احد يعرف الحقيقة كاملة سوى نحن اهل القرآن واؤلئك اهل الانجيل الاصلي اما اهل التلمود والتوراة فقد حرفوها وباعوها من اجل ثمن بخس. ونتمنى ان نجد نسخة اصلية من التلمود لندرسها لامثال عوفاديا يوسف ونطلع عليها اهل الانجيل واهل القرآن فهل من مؤسسة اسلامية تتبنى ذلك لتدحض بالحقائق اكاذيب عوفاديا يوسف.

سمير البرغوثي

 الوطن القطرية

 

بعد هيستريا ليفي فتاوى العنصرية التوراتية تتجاوز جنون هتلر

حاخام شاس : الفلسطينيون ثعابين .. الله نادم على خلقها

اثارت الفتوى العنصرية للزعيم الروحي لحركة شاس الصهيونية الدينية المتطرفة والتي وصف فيها الفلسطينيين بالافاعي ردود فعل مستنكرة ورأت فيها مختلف الدوائر في المنطقة والعالم دليلا جديدا على العنصرية الصهيونية البغيضة وتأكيدا على معاداة "اسرائيل" للسلام واصرارها على المضي قدما في احتلالها وعدوانها ضد العرب.

وكان عوفاديا يوسف قد دعا رئيس الحكومة "الاسرائيلية" ايهود باراك الى وقف التفاوض مع الفلسطينيين بشأن مدينة القدس المحتلة.

وهاجم يوسف باراك بحجة انه فاوض السلطة الفلسطينية في كامب ديفيد بشأن منحها بعض الصلاحيات الادارية في احياء عربية في القسم الشرقي من المدينة.

وأصدر يوسف فتوى دينية في اجتماع لعدد من الحاخامات ورجال الدين مفادها ان باراك غبي جدا لانه متسرع لتحقيق اتفاق مع الفلسطينيين على حد وصفه.

واضاف في الفتوى العنصرية المتطرفة ان الفلسطينيين هم نوع من الثعابين النجسة مدعيا بأن التوراة اكدت بأن الله ندم على انه خلق الثعابين .

وقال تومي لابيد رئيس حزب شينوي ان اقوال يوسف هذه تعتبر اكثر التصريحات العنصرية وهي تفوق في عنصريتها كل ما قاله عنصريون آخرون امثال ادولف هتلر وسواه.  .

البعث السورية

 

بذاءات "اسرائيلية"

الشتائم البذيئة التي اطلقها الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني ووصفه للعرب بالأفاعي الليلة قبل الماضية لا تتعدى كونها نوعا من الاسقاط النفسي لبذاءته هو وعصابته على العرب. تصريحات هذا العوفاديا صاحب التأثير على عصابة شاس لا تليق برجل دين.. او سياسي ولا بانسان عادي لديه ادنى حد من الانسانية السوية المجردة او الاخلاقيات. ولعلها تكشف عن مخزون العنصرية البغيضة التي يقوم عليها الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة. ان سريان هذه الروح في جسد المحتل تكفي وحدها لأن تؤكد انه لا يمكن ان يدرك قيمة اعادة الحقوق لأهلها وان يقر باغتصابه لها والتزامه بقرارات الشرعية الدولية الصادرة بشأنها, ناهيك عن معنى التسوية وحتى السلام! ان الخبرة التاريخية للبشر والحجر في هذه الارض التي شهدت انبل صور التعايش تؤكد عظمة الحضارة العربية والاسلامية, التي يتصور هذا العوفاديا انه باسقاطه هذا سينال منها بافتراءاته التي تعدت الخلق الى الخالق جل علاه. شيء واحد نقوله لمثل هؤلاء الحاقدين الصهاينة اقرأوا تاريخ الحروب الصليبية جيدا علكم تجدون الرد فلن تتلقح تلك الارض بغير اللغة العربية.

البيان الاماراتية

 

ومن هو إسماعيل هذا؟..

بالطبع فان الترهات التي تلفظ بها الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس اليميني المتطرف وكما نشرتها (الوطن) بالأمس لا تحتاج كثير تعليق أو توضيح في شقها السياسي، باعتبار إن وصفه للفلسطينيين بالأفاعي لن يعدو حالة كونه تصوير ناطق لعشرات الأفاعي التي اتخذت من عقله جحورا ومخابئ، فإذا فحيحها هو الذي يملي عليه ما يقول، لذلك لا يمكننا أن نذهب بعيدا للتأكيد بان ما قاله لا علاقة له بالحقائق على الأرض، ولكن خيبة الأمل وحدها هي التي تجد لنفسها مكانا في الحلق واللسان معا، ذلك إن هذا الرجل الحاقد على العرب والعروبة والإسلام بالطبع، كان حزبه والى الأمس القريب يمثل أحد الركائز الأساسية في حكومة باراك المسالمة، والتي يقال بأنها ما انفكت تبحث عن السلام الشامل والعادل.

على إننا هنا يهمنا أن نميط اللثام عن إسماعيل الذي ذكره الحاخام في معرض حديثه عن الأفاعي، فقد ذكره هكذا (حاف) كأنه صديق قديم له، هذا يشير إلى أن هذا الحاخام لا علاقة له بتواريخ الأديان ولا بالهيبة التي يتعين أن نعايشها أو أن نتقمصها عندما نتحدث عن ذرية إبراهيم عليه السلام، فإسماعيل (عليه السلام)، وها نحن قد أعدنا إليه مهابة الأنبياء التي انتزعها منه هذا الحاخام بغير وجه حق، فهو الابن البكر والابن الأكبر لابي الأنبياء جميعهم إبراهيم عليه السلام، والدته هي هاجر التي أهداها فرعون مصر لسارة زوج إبراهيم عليه السلام عندما أخافته بإذن ربها، ولم يستطع أن يمد يده إليها فعلم أنها محروسة من قبل قوى لاقبل له بها.

سارة أهدتها لزوجها إبراهيم عليه السلام فتزوجها، فولدت له ابنه البكر إسماعيل، ونحن العرب وإذا كنا بالشرف كله ننتسب إلى إسماعيل عليه السلام فإننا نرفض في بسالة ومن مواقع تتيح لنا الاستشهاد في سبيل أن يبقى إسماعيل عليه السلام في منأى من السنة السوء وان جاءت بعد آلاف السنوات من مولده ومن مماته عليه السلام، فهو لم يكن شخصا عاديا كان نبيا، قال عنه رب العزة في سورة مريم (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا(54) صدق الله العظيم.

إذن لم يكن عاديا ليكال إليه السباب في هذا الزمن الأغبر الذي نعيش، ومن اجل إسماعيل عليه السلام وحتى لا يهلك عطشا واكراما له ولأبيه ولذريته من بعده وهب الله زمزم لتبقى من بعد ذلك للناس آية.

ثم إن إسماعيل عليه السلام هو الجد الأكبر لنبينا المصطفى صلاة الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء وسيد الخلق كلهم، انزل الله فرقانه عليه وفيه وضع الله عز وجل كل النقاط على كل الحروف بشان هذا الحاخام المتطرف، فقد خاضها المصطفى نزالات سالت فيها الدماء حتى الركب بل حتى اللجام وبأوامر الله عز وجل ضد بني قريظة وبنى النضير وضد خيبر، كانت حروبا مقدسة مشار إليها بجلاء في القرآن الكريم، وفيها وعبرها انهارت بدعة شعب الله المختار والى الأبد، ولأنهم يعلمون هذه الحقائق المرة ويستوعبونها أيضا، فهم لا يخفون حقدهم على إسماعيل عليه السلام وذريته..

ضرغام أبوزيد

 الوطن العمانية

أفاعي عوفاديا ..

للعرب مقولة رائجة تقول : لكل مقام مقال . واحسب ان المقصود بذلك مقام السامع وليس مقام المتحدث فإذا تحدث متحدث في مجلس حكم او علم انتقى مقاله وارتقى بصيغه وتعبيراته كي يلائم مقام السامعين.

لكن وصف عوفاديا يوسف الحاخام المتشدد وزعيم حزب شاس "الاسرائيلي" للعرب بأنهم أفاع وقوله ان الله ندم على خلق العرب (أبناء اسماعيل عليه السلام) جعلني اتوقف امام المقولة العربية الشهيرة لأقرأ فيها مفهوما اخر يعيد صياغة الفهم المراد من ورائها على ان لكل مقام مقالا يمكن ان يفهم المقام فيها على انه مقام المتحدث وليس المستمعين اي ان المقال يحدد مقام المتحدث ويتناسب مع مستواه الشخصي من النواحي العلمية والاخلاقية.

وفي ضوء هذا الفهم الخاص جدا للمقولة العربية وجدتني انطلق  وراء محاولة تحديد معالم شخصية من وزن عوفاديا يوسف ومدى ملاءمة مقاله مع مقامه.

انه شخصية دينية تحظى بالاحترام في قومه بصفته (رجل دين) رفيع المقام .. لكن .. هل يمكن ان يصدر من شخص رفيع مقال بكل هذا الاسفاف وتعمد الاساءة لبشر من خلق الله وفوق ذلك الاساءة لله ذاته ـ تسامت ذاته وتعالت عن كل وصف ـ علما بأننا نحن معشر العرب والمسلمين نكن وافر الاحترام والتقدير للعقيدة اليهودية التي لا يكتمل اسلام المرء المسلم الا بالاقرار بوجودها وسموها كديانة سماوية جليلة القدر مصونة الجانب.

ان مشكلة امثال عوفاديا ـ في ظني ـ هي ذلك الاحتراف المنفعي للسياسة والخوض في دهاليزها الى حد يفقد المرء زمام نفسه ويحط بها في مهاوي الانتقاص طمعا في منافع مادية (أو مخصصات مالية) او على الاقل استجابة لنزعات شوفينية لدى قلة من المهووسين بالحديث عن التمييز العرقي بين بني البشر ان عوفاديا يوسف يرتبط بعلاقات عديدة مع شخصيات عربية عديدة التقى بها وتخاطب معها فهل وجد فيها صفات الافاعي؟ لو كان الامر كما قال في (موعظته) بكنيس في القدس المحتلة مساء السبت الماضي فكيف اقترب منهم دون ان يصاب بلدغة قاتلة يحذر باراك منها؟

واذا افترضنا ان الفلسطينيين بحصولهم على القدس او جزء منها سيؤدي الى قتل يهود فلماذا عرضت الولايات المتحدة ان يهاجرا اليها 250 الفا من (أفاعي فلسطين) لتسوية ملف اللاجئين؟ ام ان (سمومهم) ستصيب يهود القدس وتستحيل ترياقا شافيا على اليهود الاميركييـن ؟.

 الوطن العمانية

"بيع" فلسطين والقدس

ان العرب بالنسبة إلى الصهاينة مجرد افاع، ولا يمكن التعايش او اقامة السلام معهم، بل ان وجودهم كان "خطأ" كما يقولون.

وهذا على الاقل ما حملته الطبعة الاخيرة من مواقف احد حاخاماتهم، اوفاديا يوسف مرشد حزب شاس.

وما يقوله هذا الحاخام ليس الا نسخة طبق الاصل عما يراه ويرح به كل هؤلاء الخنازير بالسر او بالعلن.

ولو كانت العرب وقفتهم الجدية دفاعا عن ارضهم وعن حقهم وعن وجودهم، لما كان لمثل هذا الحاخام القدرة على التطاول عليهم، بل لما كان هو او غيره موجودا الان على ارض فلسطين السليبة.

وان لم يتحرك العرب الان، وقبل فوات الاوان، فقد ياتي في الغد حاخام اخر يناقش كيفية اقتلاع باقي العرب من ارضهم، ومن المنطقة، كما اقتلع الفلسطينيون من وطنهم الام منذ 52 عاما.

واما بقاء الاداء العربي الجماعي على ما هو عليه الان، فلا معنى له ، بل لا نتيجة له، سوى بيع فلسطين والقدس للصهاينة، وتطويبها لهم في السجل العقاري الامريكي.

الخليج الاماراتية

 

الافاعي الفلسطينية!

لا يشك أي دارس لديانات الشعوب القائمة او المنقرضة، ان اليهودية ديانة تدعو مؤمنيها إلى كره الآخرين، واحتقارهم، ومحاربتهم، وانها بشكلها التقليدي ديانة عنصرية!!

لكن صانعي الحركة الصهيونية لم يكونوا متدينين اطلاقا. وانهم كانوا مستعدين لاستعمار اوغندا في مرحلة استعمار روديسيا، او استعمار جزء من الارجنتين، لكن خيار فلسطين فرض استعمال الدين اليهودي، باعتباره القاسم المشترك الاقوى لتنظيم اليهود في اوروبا، وتكتيلهم ودفعهم إلى فلسطين!!

ومثل صانعي الصهيونية، كان آباء التأسيس "الاسرائيلي" كوايزمن، وبن غوريون، وموشيه دايان وليفي اشكول.. غير متدينين. وكانوا اشبه بالمسيحيين العاديين او الهندوس العاديين. مع عنايتهم "بالفلكلور اليهودي".. الذي كان يأخذ شكل "المتدينين الوطنيين" وحزبه الصغير الذي كان مؤتلفا مع حزب العمل في السنوات الاربعين الاولى من عمر الكيان اليهودي. لسنا هنا بصدد التعامل مع الدين والدولة في "اسرائيل"، ولكن ترجمة ما قاله مرشد حزب شاس عن "الافاعي الفلسطينية" ودعوته "إلى عدم اقامة سلام مع الافاعي" يضعنا امام حقيقة دعوات السلام التي يوزعها أيهود باراك، وتوزعها واشنطن على هذه المنطقة وعلى العالم. فحزب شاس هو ثالث اقوى حزب في "اسرائيل". وهو جزء من ائتلاف باراك الوزاري. ولا يستطيع احد ان يفهم كيف يستطيع "الاسرائيلي" ان ينام آمنا مطمئنا اذا كان الفلسطيني هو افعى فعلا؟ ولا يستطيع احد ان يفهم كيف يمكن التعامل مع الافعى الا بقتلها.

لقد كان المسؤول العربي "المستقتل" على السلام، يصف كلام الجنرال زئيفي وحزبه عن "الحل الاخير" بطرد الفلسطينيين من "ارض "اسرائيل"" المعروف بالترانسفير. لكننا نسأل هذا المسؤول العربي الان، وماذا نقول في مرشد وزعيم حزب يدعو إلى قتل الفلسطينيين. لان السلام معهم هو كالسلام مع الافاعي؟!

وكان المسؤول الامريكي وما يزال يتحدث عن الفرص التي اضاعها العرب.. واخرها في كامب ديفيد، فهل يفهم هذا المسؤول معنى ما قاله مرشد وزعيم حزب شاس!! وهل كان ادولف هتلر يقول غير ذلك عن اليهود؟!

الرأي الاردنية

 

من هم ابناء الافاعي ..اذا؟

سيضيف التاريخ إلى قائمة العنصريين اسما جديدا، وعوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني لن يكون الاخير في هذه القائمة التي تضم حثالة الذين انحطت معهم وبهم القيم الانسانية والاخلاقية وراحوا يشبهون البشر وابناء ادم بالافاعي وبذوات الاربع التي تدب على الارض.

واذا كانت الانظمة العنصرية المعاصرة قد لجأت إلى اساليب فظة وغير انسانية كالفصل العنصري ومنع السود من استخدام حافلات البيض او ارتياد مطاعمهم ومحاصرتهم في "غيتوهات" سكنية "تفيض" بؤسا وتخلفا وعوزا فان تجربة الفلسطينيين والعرب مع "اسرائيل" تكاد تكون فريدة ومتفردة وغير مسبوقة سواء فيما يتعلق بنوع الاستعمار الاستيطاني الذي يقوم بالدرجة الاولى على استعمال القوة واستغلال التفوق ثم على طرد السكان الاصليين وتهجيرهم مستندا في كل ذلك إلى ترهات توراتية واوهام وخزعبلات جرى تسويقها وخلق المناخ الملائم لخطابها الذي ينسجم مع طروحات الحركة الصهيونية العنصرية ويزيد من تحشيد الانصار والمشايعين وبخاصة اولئك الذين تظللوا بالكنيسة المتصهينة ووجدوا في العهد القديم ضالتهم التي تلتقي مع طروحات العهد الجديد ولكن بتأويلات وقراءات غاية في الغرابة والتضليل إلى ان خرج هذا الحاخام العنصري بمقولته انه جاء في التلمود "ان الله تأسف لخلق العرب".

ليس غريبا والحال كذلك ان يقول هذا الحاخام المضلل ان الفلسطينيين افاع فقد سبقه رفائيل ايتان رئيس هيئة الاركان الاسبق وزعيم حزب موليدت بوصف العرب بانهم حيوانات تدرب على رجلين ومن قبله انكرت جولدامائير وجود الفلسطينيين وقالت عن أي شيء تتحدث هل هناك شعب يسمى الشعب الفلسطيني.

من هنا تطرح بذاءات الحاخام يوسف من جديد مكانة الاحزاب الدينية المتنامية في الدولة العبرية وتؤشر على طبيعة موازين القوى السائدة او تلك المرشحة للسيادة اذا ما استمر التيار العلماني في افاقه السياسية وتملقه واستجدائه لتأييد الاحزاب الدينية إلى ان ادركت هذه الاحزاب بحسها الانتهازي وقدرتها الفائقة على تغيير الاصطفافات والتحالفات لصالح ابتزاز اكبر قدر ممكن من الامتيازات المادية والمعنوية سواء لشبكاتها التعليمية ام بما يعود على جمهور ناخبيها الذين يتزايدون يوما بعد يوم ولهذا ليس عبثا ان احتل حزب شاس المرتبة الثالثة بفارق مقعدين عن الليكود "17،19" على التوالي و26 مقعدا لحركة "اسرائيل" واحدة التي توشك الان على التفكك بعد استقالة ديفيد ليفي "جيشر" وصمت حركة ميماه الدينية المعتدلة.

ارتهان باراك للاحزاب الدينية وخضوعه لمطالبها افقده هامش المناورة حتى بعد ان قدم اكثر من 50 مليون دولار لشبكة شاس التعليمية ومنحه منصبا وزاريا لشاس وتفضيله له على حليفه التقليدي يوسي ساريد زعيم ميرتس ثم ما لبث شاس ان خذله فخرج من الحكومة قبل سفر باراك إلى كامب ديفيد في 11 تموز الماضي وانضمامه إلى حزب المفدال الديني المتطرف الذي خرج من الحكومة متهما باراك بانه يفرط في القدس ورأينا كيف "خذل" شاس باراك عندما صوت لصالح موشيه كتساف اليهودي الشرقي ضد مرشح باراك شمعون بيرس بعد ان كان وعد بتأييده حزب شاس الديني هو حزب المتدينين الشرقيين انشق عن الحزب القومي الديني "المفدال" الذي قيل انه يمثل الاشكناز تماما كما هي سيطرتهم على مرافق الدولة وان الوقت قد حان بالفعل لان ياخذ الشرقيون مكانتهم ودورهم في الحياة السياسية والحزبية بخرج شاس على الناس بخطاب مختلف اجتذب الفقراء والمهمشين والساعين إلى الاستفادة من كعكة الحكم وراح يزيد من شعبيته على حساب شعبية المفدال الذي كان "بيضة القبان" في حكومات "اسرائيل" طوال ثلاثة عقود وكان رئيسه الحاخام يوسف بورغ "والد رئيس الكنيست الحالي ابراهام بورغ" الا ان شعبيته تراجعت وكان شاس هو الاول ويبدو انه مرشح للاستمرار في هذا الصعود.

اذا كان السلام مع الافاعي مرفوض فان ابناء عمومتنا ابناء الافاعي لم يحفظوا عهدا ولم يقيموا وزنا لحياة البشر بل ا عوفاديا يوسف الذي قال ذات يوم انه يقبل الانسحاب من اراض اذا كان الهدف حفظ ارواح الجنود، يبدو انه لا يقل دموية وعنصرية عن كل قادة "اسرائيل" ويكفيه فخرا انه كان الاكثر جرأة في وصف العرب والفلسطينيين فيما قادة "اسرائيل" يقولونها في غرف مقفلة فعن أي سلام نبحث ومع من؟!

محمد خروب
الرأي الاردنية

 

قراءة تحليلية

عنصرية الحاخام الاكبر

بدأت الاذاعة "الاسرائيلية" نشرتها الصباحية ليوم امس الموافق 6/8 باذاعة تصريحات الزعيم الديني لحركة شاس عوفاديا يوسف في صلاة السبت اليهودية التي وصف فيها الفلسطينيين بـ "الثعابين". جاء ذلك اثناء انتقاده لرئيس الوزراء "الاسرائيلي" باراك الذي يعمل على عقد اتفاقات سلام مع الفلسطينيين، والتنازل ـ على حد قوله ـ عن الارض وتقسيم القدس. ليس هذا فقط، بل انه اضاف وتمادى ليقول ان الفلسطينيين هم "اشرار" وان الله يندم على خلقه للفلسطينيين.

الحاخام عوفاديا يوسف يعادل من الناحية الدينية ذات القيمة التي يمثلها الحاخام كدوري. المرجع الديني لليهود الغربيين، بينما عوفاديا يشكل اعلى مرجعية دينية لليهود الشرقيين، وهو الحاخام الاكبر لجميع حاخامات اليهود الشرقيين.

المجتمع "الاسرائيلي" عنصري جدا. ولطالما تحدثنا في ذلك وعلى اصعدة مختلفة، فيعتبر مثل هؤلاء الحاخامات انهم "شعب الله المختار" وان باقي شعوب العالم خلقوا ليكونوا سخرة عندهم وليس اكثر من ذلك، وكأن العلي الجليل لم يخلق من جنس بني آدم الا هم. اما شعوب العالم فقد خلت من جنس آخر، يعتقد عوفاديا يوسف انهم من الحيوانات، فها هو يصف الشعب الفلسطيني بالثعابين، وان الله يندم على خلقه للفلسطينيين. عنصرية هذا الحاخام تجاوزت كل الحدود، وغروره وصفاته جاوزت مكانته الدينية حتى اعتقد انه يمكن ان يتحدث باسم الله الخالق الكريم ويصنف خلقه كما يعتقد هو بنفسيته المريضة "اللاسامية" والعنصرية.

"سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله" كلام الله واضح بان الارض التي تحيط بالمسجد الاقصى هي ارض مقدسة، واهل هذه الارض هم ناس مباركون، أي لهم قيمة انسانية عالمية وليس كما يدعي الحاخام العنصري. الشعب الفلسطيني هو سليل اعرق القبائل والسلالات الانسانية والعربية التي اقامت في القدس وفلسطين وبلاد الشام منذ ما يزيد على ثمانية آلاف سنة. وقد جاءهم اليهود "الاسرائيليون" منذ ما قبل منتصف القرن العشرين غازين خادعين محتلين غادرين، ليقتلوا وينهبوا ارض ومال وتراث وتاريخ الشعب الفلسطيني العربي. فاعلم ايها الحاخام العنصري انك تقول كلاما باطلا، ووجودك على ارضنا باطل، فالقدس عربية فلسطينية مسلمة، واعادتها إلى حكم الشعب الفلسطيني هو اعادة لبعض الحقوق السليبة، وان دولتك "اسرائيل" مقامة على ارض فلسطين التاريخية حيث القرار 181 يدعو إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين احداهما يهودية، أي ان الارض عربية فلسطينية وليست يهودية "اسرائيلية" لتدعي انت وامثالك ان باراك او غيره يتنازل عن الارض والقدس للفلسطينيين، الارض ارضنا والقدس قدسنا والتاريخ تاريخنا والحق حقنا.. ووجودك باطل، ان مهمة رجل الدين، أي دين، هي ان يبث الخير والمحبة والسلام لا ان يبث الكراهية والحقد والكذب والعنصرية في نفوس وعقول اتباعه، الا ان كان مصابا بعقله ويحتاج لعلاج نفسي.

الحياة الجديدة الفلسطينية

 

نحن نفخر بعروبتنا

التصريحات العنصرية البغيضة التي ادلى بها الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس ضد العرب عموما وضد الشعب الفلسطيني خاصة تبعث على الاشمئزاز وتثير الغضب والاستنكار ليس فقط بسبب صدورها عن رجل دين يقف على راس ثالث اكبر حزب في "اسرائيل" وانما نظرا لخطورتها وما تحمله من مضامين عنصرية بغيضة عبر عنها الحاخام بقوله ان "العرب اشرار" وان الله سبحانه وتعلى "ندم على خلقهم" ونظرا لمضمونها العدواني الصارخ وهو ما عبر عنه بوصفه الفلسطينيين بالافاعي.

لقد كشفت هذه التصريحات العنصرية الوجه القبيح واسقطت القناع الذي تخفى ورائه الحاخام يوسف الذي طالما اعتبر في "اسرائيل" على انه يفضل قدسية الانسان وحياته على قدسية الارض. فكيف يسمح رجل يدن لنفسه بالتلفظ بكل ما هو قبيح وعدائي وعنصري اذا لم نقل ايضا بالتلفظ بما يتناقض مع الاديان السماوية السمحة وبالاعتداء الصارخ على انسانية الانسان بغض النظر عن جنسه او لونه او قوميته؟ وهو ما يتناقض حتى مع تعاليم التوراة التي يدعي انه يرفع لوائها والتي تحترم الانسان الذي خلقه الله.

واذا كان هذا الحاخام يعتبر ان باراك بتنازلاته المحدودة جدا، يقرب الافاعي ـ الفلسطينية ـ إلى "اسرائيل" فاننا يجب ان نذكر الحاخام ان من حق الفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني الذي عاشوا عليه قبل ان ياتي الحاخام نفسه إلى هذه الارض وان يتذكر جيدا، ان الافاعي التي يتحدث عنها ليست سوى ضحايا صراع بدأ منذ ان اقيمت "اسرائيل" على انقاض الشعب الفلسطيني الذي شرد وطرد من دياره وتواصلت المأساة باحتلال بغيض عام 1967 لا زال مستمرا حتى الان. وسواء شاء الحاخام ام ابى، فهذه الارض فلسطينية عربية اسلامية وستبقى كذلك وهو ما تدعمه الشرعية الدولية التي تطالب "اسرائيل" بالانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 لتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة التي منعت "اسرائيل" والمتطرفون من امثاله قيامها حتى اليوم ظلما وعدوانا.

والغريب ان الحاخام لم يتلفظ بمثل هذه الاقوال عندما كان الحزب الذي يقف على رأسه مشاركا في هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها وعندما كان يتمتع بميزانيات كبيرة دفعت رابع حزب في "اسرائيل" (ميرتس) إلى الانسحاب من الحكومة احتجاجا على ذلك وهو ما يشير إلى ان ضائقة الحاخام دفعته للتخبط وخلط المبادئ والدين والسياسة بالعنصرية البغيضة.

وفي المحصلة فان هذا التحريض السافر ضد العرب والفلسطينيين الذي يقوم به الحاخام يتناقض تماما مع الاتفاقيات الموقعة التي تمنع التحريض وبالتالي تتحمل الحكومة "الاسرائيلية" المسؤولية عن مثل هذه التصريحات وعن محاسبة مطلقها ووضع حد لها. ونذكر الحاخام اخيرا ان الله سبحانه وتعالى الذي اكر العرب برسالة الاسلام السمحة قادر على محاسبة كل اولئك الذين يطعنون في خلقه واولئك الذين يمعنون ظلما وعدوانا وليتذكر ايضا ان الحضارة العربية الاسلامية العريقة التي اعترف بها الشرق والغرب لا يمكن مقارنتها بالدرك الاسفل الذي وصل اليه الحاخام في عنصريته وكراهيته لابناء اسماعيل عليه السلام الذين حملوا نورا للبشرية، والذين يبدو ان الحاخام نسي او تناسى ما قدموه ايضا لانباء جلدته، ونقول للحاخام اننا عرب وسنبقى نفتخر بهذا الانتماء العريق وان كل تحريضه لن يزحزحنا قد انملة عن استعادة حقوقنا المشروعة.

القدس الفلسطينية